أثار ظهور أحمد أويحيى في حصة يبثها التلفزيون الجزائري مخصصة للمترشحين، فضول الرأي العام والمتابعين الذين رأوا في حضور أويحيى للحصة بدلا من مدير الحملة الانتخابية للمترشح عبد العزيز بوتفليقة، قرارا سياسيا من بوتفليقة بتحييد سلال عن أهم المواعيد التي يخاطب فيها الر أي العام. وعاد رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى مرة أخرى ليثير الجدل السياسي داخل مربع العهدة الرابعة بصفته أحد أبرز الوجوه السياسية الداعمة للعهدة الرابعة، وبعد ظهوره السريع على الساحة السياسية في أعقاب تعيينه مديرا لديوان رئاسة الجمهورية، ها هو أكثر رجال بوتفليقة قدرة على مخاطبة الرأي العام يعود من موقع مدير الحملة الانتخابية للمترشح بوتفليقة عبد المالك سلال، وحتى وإن حاول البعض تبرير حضور أحمد أويحيى لحصة التلفزيون الجزائري مكان سلال ب "بحّة" أصابت هذا الأخير، فلا شك أن محيط المترشح بوتفليقة لا يريد الوقوع مرة أخرى في فخ التصريحات "المسيئة" أو تلك التي يمكن أن تفتح جبهة أخرى على بوتفليقة والعهدة الرابعة عموما. وبدا أويحيى وهو يتحدث ويدافع عن الولاية الرابعة واثقا من حججه، مثلما كان واثقا من قدرته على إيصال الرسائل التي يكون بعض منشطي حملة الرئيس قد فشلوا في بعثها للرأي العام، لدرجة أن البعض قال إن أويحيى وبلخادم هما الأقرب لمخاطبة الرأي العام من باقي المنشطين لحملة الرئيس بوتفليقة، لخلفيات سياسية عديدة. لكن السؤال الذي يطرحه البعض بشأن حضور أحمد أويحيى الحصة التلفزيونية التي تشاهد على نطاق واسع الخاصة بمترشحي الرئاسيات، تمحور حول ما إذا كان بوتفليقة قد اتخذ قرارا سياسيا نهائيا بتعويض سلال بأويحيى في هذه المهام، أم أن برنامج سلال وانهماكه في رحلة تنشيط التجمعات حالت دون أن يحضر بصفته الشخصية للحصة المخصصة للمترشحين للانتخابات الرئاسية ليوم 17 أفريل؟ من الواضح جدا أن عثرة سلال بخصوص الشاوية لا تزال حاضرة وسيستمر مفعولها إلى ما بعد الانتخابات وبصرف النظر عن النتائج المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، لكن فرملة استعمالها سياسيا وعلى نطاق واسع سيكون بإصلاح الخطاب السياسي لحملة المترشح بوتفليقة الذي فقد التنسيق الاعلامي واعتمد على الاندفاع دون دراسة أو دراية بأبعاد هذا التشبع الذي يمكن أن يتحول إلى آفة تؤثر سلبيا في الرأي العام، مثلما من الواضح جدا أن بوتفليقة يكون قد قرر إعادة ترتيب أوراق اللعبة بما يؤدي إلى مسح الآثار السلبية لتصريحات البعض والتعاطي بشكل غير مدروس مع بعض القضايا المهمة جدا التي يستعملها المنافسون بشكل يؤثر على قواعد المترشح بوتفليقة، ويبدو أن أويحيى واحدا من الأوراق الرابحة في لعبة مخاطبة الرأي العام بكل مكوناته وأبعاده.