في النهاية ''ما يبقى في الواد غير حجارو''، فاللاعب عبد المالك زياية عاد من الباب الواسع، ليضمن له مكانة في الفريق الوطني، رغما عن ''أنف'' سعدان، وأنف ''صايفي'' و''غزال'' وغيرهم من ''عجزة'' الكرة. فوحدها أقدام ''زياية'' من حجزت له تذكرة العودة، ولا فضل لأي كان في عودة ''الابن الضال'' إلى ''دواره'' وهو منتصب ''الهامة'' يلعب! زياية الذي كاد أن يتهم بالخيانة العظمى، لأنه رفض تقمص ألوان الفريق الوطني في نهائيات كأس العالم، أعطى للأغبياء وللمهرجين درسا في أن ذروة حب الوطن أن يحافظ المرء على عزته وكرامته. فالتواجد في المكان والزمن الخطأ تحت أي مبررات إهانة للوطن ذاته، وعكس ''صايفي'' و''غزال'' و''منصوري'' وحتى ''سعدان'' الذين اختزلوا ''الوطنية'' في المشاركة، فإن ذلك ''الشاوي'' المدعو ''زياية'' برهن للجميع بأن احترام وتقديس الوطن يبدأ من احترام ''زياية'' لذاته وكرامته، التي رفض أن تداس تحت مبررات نداء الواجب! ببساطة، قالوا بأن ''زياية'' عاد، وأنه سيكون حاضرا ضد ''الغابون''، ببساطة، من كاد بالأمس أن يسجل ''خائنا'' وغير مسؤول و''ذراري''، أضحى الآن ''بطلا'' و''منقذا'' لسعدان، في انقلاب للمواقف وعلى المواقف! والسؤال الذي يفرض نفسه: ألا يحق لنا قبل أن نصفق لخيار سعدان بالعفو والاعتراف بزياية، أن نسأل المدرب الشيخ على أي أساس تمت الإدانة، وعلى أي أساس تم العفو.. فالأمر بهذا الشكل المقرف والمخل بالحياء ''الرياضي'' تلاعب بمشاعر مواطنين، لا زالوا حتى الآن لم يفهموا لماذا كان يجب أن يلعب ''غزال'' و''صايفي''، ولماذا كان يجب أن يقصى ''بودبوز'' و''زياية''، بل كيف، ولماذا، عاد فسعدانف أصلا؟!