تضارب في الأخبار والآراء، تناقض في المعطيات، وكل طرف يدعي أنه على حق في القضية التي طفت إلى السطح خلال الساعات الأخيرة والمتعلقة بالمهاجم زياية ومصير الصفقة التي كان من المفروض أن يبرمها اللاعب المعني مع إدارة نادي اتحاد جدة السعودي زياية مطلوب للإمضاء ما تزال اللجنة المسيرة لنادي الاتحاد السعودي تلح، بكل قواها، على ضرورة توقيع زياية للعقد المعدل بكامل بنوده، خاصة وأن اللاعب كان قد غادر المملكة العربية السعودية سهرة الأحد الماضي من دون أن يمضي على العقد الرسمي. وأكد زياية بالمقابل أنه سيعود إلى جدة نهار اليوم الأربعاء، لكن هذا الأمر يبقى غير مؤكد لأن عبد المالك عمد إلى تعيين مناجير سعودي لحسم هذه الإشكالية الإدارية التي أصبحت ترهن مستقبله الكروي. الصنيع يبرئ فريقه من أي اتهام أكدت إدارة الاتحاد السعودي على لسان مدير الكرة، حمد الصنيع، أن حديث المهاجم الدولي الجزائري عن إقدام إدارة الاتحاد على إدخال تعديلات في بنود العقد، أمر غير منطقي، لأن الاتفاق كان قد أبرم مع رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار الذي كان قد حط الرحال بالمملكة السعودية خلال شهر جانفي الفارط، وأعطى موافقته على تمديد فترة عقد زياية من سنتين إلى 30 شهرا.كما أن سرار، وعلى حد تأكيد ذات المتحدث، لجريدة عكاظ في عددها الصادر أمس الثلاثاء، تحصل على الشطر الأول من حصة وفاق سطيف من عائدات صفقة تحويل المهاجم زياية، بمعنى أن خزينة وفاق سطيف تدعمت بمبلغ 450 ألف أورو، وهو المبلغ الذي يمثل نسبة 50 بالمئة من حصة الوفاق، في الوقت الذي كان فيه سرار قد اتفق مع نظيره في الاتحاد خالد المرزوقي، على تسلم الشطر الثاني من القيمة المالية المتفق عليها في أواخر شهر فيفري الجاري، بينما تدفع إدارة النادي السعودي الشطر الثالث والأخير في نهاية الموسم الكروي الجاري. زياية مؤهل في الاتحاد منذ جانفي الفارط أوضح مدير الكرة في نادي اتحاد جدة بأن زياية صار عنصرا من الفريق، وأن إدارة الاتحاد أودعت ملف تأهيله بصفة رسمية، وأدرجته ضمن قائمة المحترفين الأجانب في صفوف النادي، خاصة وأن سرار كان قد سلم رئيس النادي السعودي البطاقة الدولية لعبد المالك زياية، مع توقيعه على العقد الرسمي في غياب اللاعب المعني، وهي إجراءات إدارية دفعت بالصنيع إلى تأكيد أن زياية صار ”اتحاديا” منذ نهاية شهر جانفي الماضي، وأنه مؤهل في النادي لمدة 30 شهرا. زياية يملك العقد المبدئي الذي يقر أن المدة عامان فقط هذه التعهدات كانت قد وقعت في وثيقة رسمية بين الرئيسين، وجلبها زياية معه لدى عودته إلى أرض الوطن ليواجه بها رئيس الوفاق السطايفي صبيحة أول أمس الإثنين، لا سيما وأن اللاعب رفض التوقيع على العقد المعدل ولم يتحصل إلى حد الآن على أي سنتيم من الصفقة التي كان من المقرر أن يبرمها. زياية منتظر اليوم في جدة ينتظر أن يكون زياية اليوم حاضرا في جدة لمباشرة التدريبات بصفة عادية مع التشكيلة، بعد أن كان قد غادر السعودية نحو الجزائر وإلى قالمة تحديدا بترخيص من الطاقمين الفني والإداري لعيادة والدته التي تعرضت لوعكة صحية. المشكل بين اللاعب ورئيسه ولا دخل للاتحاد فيه ويصر السعوديون على أن المشكل، الذي أثير، لا ضلع لنادي الاتحاد فيه، كونه ناتجا عن سوء تفاهم بين اللاعب ورئيسه السابق، الذي كان يشغل في نفس الوقت منصب مناجيره الشخصي بتوكيل من اللاعب نفسه، بعد أن منحه بطاقة بيضاء للتفاوض مكانه. سرار يسعى لإقناع لاعبه بالإمضاء كشف لنا مصدر مقرب بأن رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار اتصل هاتفيا بزياية وشقيقه وطلب منهما الموافقة على مرافقته اليوم إلى جدة لحسم هذه الإشكالية نهائيا، وحسبه فإن عامين ونصف العام لا يختلفان كثيرا عن سنتين وطالبه بعدم تضخيم الأمور وأن يركز في العودة إلى الواجهة مع ناديه الجديد. زياية يواصل التعنّت ويطلب توضيحات كلام سرار لم يقنع زياية لمتواجد منذ أول أمس الإثنين بقالمة، حيث رفض اقتراح رئيسه السابق، وطالب بضرورة توضيح الرؤية حول أسباب إقدام رئيس الوفاق على إدخال تعديل على بنود العقد الذي كان من المقرر أن يوقعه اللاعب، لا سيما وأن زياية كانت بحوزته نسخة من العقد المبدئي الذي كان قد أبرمه مع خالد المرزوقي في أواخر شهر ديسمبر الماضي بمدينة مرسيليا الفرنسية، بحضور رئيس الفاف محمد روراوة. كما أن المهاجم القالمي ربط عودته إلى المملكة العربية السعودية بضرورة تلقي الضوء الأخضر من ”المناجير” السعودي عبد الله الشريدة الذي عينه خصيصا للتفاوض بشأن هذه الإشكالية مع مسيري أهلي جدة. شقيق زياية يطالب بحقوق عبد المالك في الفترة الإضافية حاول سرار بكل قواه احتواء هذه الأزمة بمحاولة إقناع زياية بالموافقة على التوقيع على العقد المعدل، لكن شقيق اللاعب رفض الاقتراح وطالب بالتفاوض من جديد حول فترة الستة أشهر التي أضافها خالد المرزوقي بالتنسيق مع سرار، واشترط الحصول على قيمة مالية إضافية مقابل التوقيع على العقد المعدل بكامل بنوده. هل الحل في اللجوء إلى الفيفا؟ وكخلاصة لهذه المعضلة يمكن القول أن القبضة الحديدية متواصلة بين زياية وسرار. وبناء على كل هذه المعطيات فإن مصير زياية يبقى يكتنفه الكثير من الغموض في ظل تمسك اللاعب بموقفه الرافض للتوقيع على الصفقة، ورفضه حتى العودة إلى السعودية، مقابل إصرار إدارة اتحاد جدة على التأكيد أن زياية مؤهل قانونيا في صفوف فريقها، في وقت كان فيه سرار قد تحصل على شطر كبير من عائدات هذه الصفقة، مما قد يلقي بملف هذه القضية في أروقة لجنة المنازعات على مستوى الفيفا.