اتهمت المنظمة الحقوقية ''هيومان رايتس ووتش'' الجزائر بتوقيف العائد من معتقل غوانتانامو عبد العزيز ناجي ووضعه في سجن سري، في سياق حملات تشويه تقودها المنظمة منذ سنوات ضد الجزائر ذاتها. وظهرت تناقضات المنظمة في تصريح أندريا برازاو المكلفة بمكافحة الإرهاب التي ذكرت أن المنظمة ''غير متأكدة من أن وزارة الدفاع الأمريكية قد أكملت نقل ناجي إلى الجزائر''. وقالت برازاو في اتصال مع النشرة المغاربية لقناة الجزيرة ليلة أول أمس الخميس، ''لسنا متأكدين من أن وزارة الدفاع الأمريكية قد أتمت إجراء نقل عبد العزيز ناجي إلى الجزائر..نحن لسنا متأكدين أين هو''. وأضافت المتحدثة، ''محاميه حاول معرفة مصيره لكن من دون جدوى''. وبدا تصريح المسؤولة الحقوقية متناقضا تماما مع البيان الذي أصدرته المنظمة قبل ساعات من تدخلها في الجزيرة، حيث جاء في بيان ''هيومان رايتس ووتش'' أن ''عبد العزيز ناجي نقلته إدارة أوباما رغماً عنه من سجن غوانتانامو واختفى بعد عودته إلى الجزائر''. ورغم إقرار برازاو عدم معرفة مكان تواجد ناجي، وأنها غير متأكدة من تسليمه إلى الجزائر، فإنها لم تتوان في اتهام الجزائر باختطافه واحتجازه في ''مكان سري''، وربطت ذلك بحالات جزائريين ''رحلوا من غوانتانمو واختفوا لأيام ثم ظهروا بعدها''. ولم تشر المتحدثة إلى أن ذلك الإجراء عادي وقانوني، حيث يتم سماعهم عند مصالح الأمن ثم تحول ملفاتهم إلى العدالة التي برأتهم جميعهم وفيهم من لم يحول إلى العدالة أصلا، وهو الأمر الذي أكده مصطفى بوشاشي، رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان الذي نفى علمه أو تلقيه معلومات بوجود حالات اختطاف أو تعذيب تعرض لها عائدون من غوانتانامو في الجزائر، الأمر نفسه سجله فاروق قسنطيني رئيس الهيئة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، الذي فنّد اتهامات المنظمة الحقوقية و اتهمها بالكذب والافتراء على الجزائر. يشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت إفراجها عن ناجي الاثنين الماضي ونقله إلى الجزائر، وتقول الحكومة الأمريكية إن ناجي المعتقل منذ عام ,2002 عضو في جماعة ''عسكر طيبة الكشميرية'' المسلحة التي تنشط في باكستان. وفي هذا الإطار ذكرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أنه تم ترحيل ناجي إلى الجزائر ضد رغبته، حيث كان يفضل أن يظل معتقلا بغوانتانامو، وقالت الواشنطن بوست إن ناجي كان قد تقدم باستئناف لدى المحكمة العليا الأمريكية من أجل البقاء في غوانتانامو، معتبرا أنه سيتعرض للتعذيب إذا ما تم ترحيله إلى الجزائر. ورفضت المحكمة يوم الجمعة الماضي طلب الاستئناف الذي تقدم به، إذ تقرر تزكية القرار المتخذ بترحيله نحو الجزائر، ونقلت الواشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين تلقيهم لتطمينات من لدن السلطات الجزائرية بأن ناجي لن يتعرض لأي سوء معاملة، وأكد المسؤولون الأمريكيون أن للتطمينات الجزائرية مصداقيتها بحكم أنه قد تم من قبل ترحيل 10 معتقلين جزائريين إلى بلادهم ولم ترد أي حالة لتعرضهم للتعذيب أو للمضايقة.