كانت ثاني سهرات مهرجان ''جميلة'' في طبعته السادسة في جزائرية خالصة بمشاركة فنانين من شرق وغرب ووسط البلاد مع حضور جماهيري محتشم.وجاب ممثلو الأغنية المحلية بمختلف الطبوع، مواضيع الحب والجمال والوطن والدين؛ ومختلف قضايا المجتمع الراهنة، حيث تميزت السهرة الثانية بعودة مطرب أغنية ''الراي'' حسان بعد غياب دام طويلا ليستقبله القائمون على فعاليات المهرجان بتسليمه شارة ''نجم السهرة''. واستطاع ''الشاب حسان'' أن يضفي حيوية خاصة جدا بعد اعتلائه الركح بأدائه جملة من روائع ما غنى تحت ظلال ''الراي'' صانعا حركية غير عادية بالمدرجات التي هتفت ورقصت وأعادت مع الفنان أغانيه القديمة والجديدة وصولا إلى ''ألبومه'' الأخير الذي أثار ضجة كبيرة بعدما اعتبر تمهيدا من ''حسان'' لاعتزال الغناء إثر وصف عدد غير قليل من أصوات ''الراي'' بالخادشة والمشوهة لهذا الطابع العالمي. وأدى ''حسان'' خلال طلته الجديدة في ''جميلة'' أغنية ''حب اليوم'' وغيرها، كما غاص في غربته ويومياتها في باريس. ومن جهتها؛ كانت ''الشابة سهام'' سفيرة أخرى لفن غرب البلاد ''الرايوي'' ذو الإيقاع المغربي، حيث مزجت بين كلمات اقتبست من دفتر المجتمع والحياة اليومية، فأدت أغنية من أشهر أعمالها ليتجاوب معها الجمهور. كما حضرت الأغنية المحلية السطايفية بقوة تحت قيادة الفنان ''بكاكشي الخير'' الذي سافر بالجمهور إلى عمق هذا الفن الأصيل بإعادة ''جاري حمودة'' وتأدية ثلاثة من أغانيه أبرزها ''آه يا ظالمني'' و''واش هذا''. ومثل الفنان عزيوز رايس الطابع الشعبي بأغان عدة أرجعت للفن الشعبي مكانته في المهرجان، حيث أدى أغنيتي ''المقنين الزين'' و''قلبي سلطان الذات''. ومن الطبوع التي شدت في ''جميلة'' خلال السهرة الثانية نجد الطابع ''النايلي'' ممثلا بصوت ''الشاب ناصر مقداد'' المعروف برائعة ''لابسة لمسجر''، وكذا مشاركة الفنان المغترب دحماني الذي أعاد أغاني ''الرحلة'' و''السلام''. واستمرت ليلة ''جميلة'' الثانية لأكثر من أربع ساعات متواصلة بعدما أخرت الأمطار التي تساقطت على المنطقة افتتاح السهرة.