استورد عدد من رجال الأعمال في المدة الأخيرة، أجهزة بلوتوث من نوع خاص، يوضع داخل الأذن مع ميكروفون صغير جدا يعلق على الصدر مثلا في قلادة أو ساعة، يعمل من خلال الاتصال عبر الهاتف النقال بشكل يصعب كشفه، ويجري الترويج له هذه الأيام في الأسواق السوداء، تزامنا مع التحضير لانطلاق امتحانات البكالوريا، بالرغم من إجراءت منعه في السوق الوطنية من طرف السلطات المعنية. كشفت مصادر موثوقة ل«البلاد"، أن مستوردي هذه الأجهزة يستهدفون الطلبة المقبلين على امتحانات البكالوريا، وبدرجة أقل الجامعيين المقبلين على امتحانات نهاية السنة، حيث يتم تسجيل انتشار بعض المعدات والأجهزة عالية التقنية، التي تستعمل للغش في الامتحانات، لتزيح الطرق القديمة في الغش التي أصبحت سهلة الكشف من قبل المراقبين خلال الامتحانات. أحسن طريقة لمنع الغش هي أجهزة التشويش من جهتهم، حذر الأساتذة من خطورة الغش عن طريق الهواتف النقالة أو جهاز البلوتوث بين الممتحنين وأفراد خارج المركز، حيث إن العملية تنطلق بعد حوالي نصف ساعة من انطلاق الامتحان، حيث يتم إخطار المترشح عن طرق الهاتف بإجابات على أسئلة الامتحانات. وأكد الأساتذة أنهم يصادفون العديد من الحالات خلال إجراء الامتحانات على مدار السنوات الماضية مثل دورة 2012، أين تم تسجيل العشرات من الحالات. وأكد الأساتذة الذين تحدثنا إليهم أمس أن أحسن طريقة يجب على وزارة التربية انتهاجها لمنع مثل حالات الغش هذه هي توفير أجهزة تشويش على مستوى مراكز الامتحانات مثلما هو معمول به في المساجد لمنع أي حالات غش. للعلم، فإن هذا الجهاز ممنوع حتى من طرف السلطات الأمنية في البلاد ويتعرض حامله داخل قاعة الامتحان إلى الإقصاء من البكالوريا لمدة 10 سنوات. أولياء التلاميذ يدعون الوزارة إلى توعية التلاميذ بخطورة الغش موازاة مع ذلك، قال رئيس جمعية أولياء التلاميذ احمد خالد إن الوزارة مطالبة بتوعية التلاميذ خلال هذه المرحلة بضرورة الالتزام باللوائح والنظم والضوابط المعمول بها في الامتحانات، خصوصا داخل مراكز الإجراء وما يتصل بذلك من التعامل مع المراقبين والطلبة فيما بينهم ونصح الاتحاد المترشحين بعدم التفكير في الغش والاعتماد على الغير وضرورة الاعتماد على أنفسهم، مشددا على أن مجازفة الطالب يمكن أن تحرمه من الامتحان لمدة 10 سنوات من جهتها، شددت وزارة التربية الإجراءات الرقابية لمنع الغش وتسريب الإجابات عن طريق الهواتف الذكية، حيث تم فرض إجراءات مشددة في الرقابة على الامتحانات لمواجهة ابتكارات الطلاب المتنوعة للغش عن طريق الأجهزة الإلكترونية المختلفة وتشمل الإجراءات تفتيش الطالب الذي يثير الشكوك وتتضمن قائمة المحضورات التي ينبغي على الطلبة تجنبها قبل الدخول إلى قاعة الامتحانات الهواتف النقالة المحمولة بجميع أنواعها والأجهزة الإلكترونية وجميع الآلات والأجهزة ذات خاصية التسجيل وتخزين البيانات والأجهزة السمعية، بالإضافة إلى الكتب المدرسية والملخصات. على صعيد آخر، أكدت المصادر التي أوردت الخبر، أن التحضيرات المتعلقة بعملية طبع مواضيع امتحان شهادة البكالوريا، دورة جوان 2014، تم مباشرتها على مستوى فرع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالعاصمة ليتم بعدها دخول الأساتذة إلى المركز للشروع في تنفيذ العملية طيلة 40 يوما، كما جرت العادة سنويا. من جهة أخرى وفي إجراء لم يكن معمولا به من قبل، وضع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات وثيقة جديدة لامتحانات هذه السنة تتمثل في رخصة خاصة بخروج المترشح إلى دورة المياه ترسل مع أوراق الامتحانات إلى مراكز التجميع مع إلزام الأساتذة بتفتيش دورات المياه قبل دخول المترشحين إليها.