أثارت المشاورات التي يجريها الوزير مدير الديوان برئاسة الجمهورية، أحمد أويحيى، حول تعديل الدستور، جدلا واسعا وسط أعضاء مجلس الأمة، خلال اليوم الأول من مناقشات مخطط عمل الحكومة، وذلك بعد تطرق الوزير الأول إلى المشاورات. وتطرق سلال خلال عرضه أمس الأحد لمخطط حكومته، أمام أعضاء مجلس الأمة، إلى المشاورات التي تتم حول تعديل الدستور، مؤكدا على "ضرورة تنظيم التشاور مع كافة القوى الحية وتكريسه أكثر بالأخص مع المجتمع المدني والمجالس المنتخبة وعلى رأسها البرلمان بغرفتيه". وقد انتقد عضو مجلس الأمة، ممثل لجبهة التحرير الوطني، عبد القادر قاسي، استقبال أويحيى في مشاورات تعديل الدستور لمن وصفهم ب«أمراء الحرب" الذين "تسببوا في المأساة الوطنية"، و«قتلوا الجزائريين"، في إشارة واضحة إلى بعض قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة وبالتحديد، مداني مزراق، الذي كان أميرا للجيش الإسلامي للإنقاذ، حيث استنكر النائب في مداخلته ما وصفه ب«المساواة" بين شخصيات وطنية وتاريخية "من الوزن الثقيل"، في إشارة واضحة إلى الأخضر الإبراهيمي، ورضا مالك، اللذين استقبلهما أويحيى مؤخرا في إطار مشاورات تعديل الدستور، والشخصيات التي تسببت بالمأساة الوطنية، واعتبر قاسي الأمر "مرفوضا". وأحدثت مداخلة "السيناتور" عبد القادر قاسي، نوعا من السجال بينه وبين رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، الذي أمره بوقف مداخلته التي "خرجت عن الموضوع" -حسبه- والعودة إلى مناقشة مخطط عمل الحكومة، وهو الأمر الذي اعترض عليه النائب، وأكد أن مداخلته تندرج في صلب مناقشة مخطط عمل حكومة سلال، خاصة أن سلال هو الذي بادر بالحديث عن مشاورات تعديل الدستور وأكد بشأنها على ضرورة تنظيمها مع "كافة القوى الحية وتكريسه أكثر بالأخص مع المجتمع المدني والمجالس المنتخبة وعلى رأسها البرلمان بغرفتيه". وفي إطار المشاورات السياسية، رد سلال أمس، على أحزاب المعارضة، التي قاطعت مشاورات رئاسة الجمهورية بخصوص تعديل الدستور، وتعتزم في نفس الوقت تنظيم ندوة و«مشاورات موازية" حسب البعض، حيث أكد سلال أن السلطة "جادة في مشاوراتها"، حيث قال إن المناقشة التي عرفها مخطط عمل الحكومة في الغرفة السفلى للبرلمان "يبين مدى جدية الحوار الجاري في البلاد"، في إشارة واضحة إلى تلك التي يقودها الوزير ومدير الديوان برئاسة الجمهورية، أحمد أويحيى. من جهة أخرى، أثار النائب عن جبهة التحرير الوطني، عبد القادر قاسي، قضية ترقية الأمازيغية وترسيمها كلغة وطنية، محذرا حكومة سلال من مغبة "تجاهل" هذه القضية، وأكد على ضرورة ترقيتها بهدف "قطع الطريق" أمام الجهات التي ترفع أصواتها ب«الاستقلال الذاتي" في إشارة إلى المغني المغمور، فرحات مهني، كما قال "هناك أطراف في الجنوب الجزائري"، تستغل الأمازيغية وتحتج بالهوية للمطالبة -حسب النائب- بالانفصال، وهو الأمر الذي رفضه المتحدث بشدة، وحذر منه، مشددا على الوزير الأول، ضرورة الأخذ بعين الاعتبار هذه القضية لقطع الطريق أمام الذين وصفهم ب"المشوشين والمخاطرين" بالوطن.