باريس تغض الطرف وتحاول الإبقاء على حبل المودة مع الجزائر نجح اليمين المتطرف في فرنسا، في بث أفكاره المسمومة في عقول عدد كبير من الفرنسيين خصوصا بعدما راحت زعيمته مارين لوبان، تلعب على أوتار الوطنية والهوية الفرنسية لاستهداف مشاعر المواطنين وتحريضهم ضد الجالية الجزائرية، الأمر الذي أسفر عن تجاوزات كبيرة في حق الجزائر والجالية في فرنسا، بعدما أقدمت مجموعات من الفرنسيين في مدن عديدة على حرق العلم الجزائري، ورفع لافتات تقول "هنا فرنسا وليس الجزائر"، في محاولة لاستفزاز أصحاب الجنسية المزدوجة. ولم يفوّت اليمين المتطرف فرصة المونديال، وما حققه الفريق الوطني، ليبث أفكاره العنصرية تجاه الجزائريين في فرنسا والعرب عموما. فمنذ بدء مباراة التأهل لكأس العالم، التي بدأت معها احتفالات الجالية بتأهل الخضر والتي كانت ترافق الفريق خطوة بخطوة، وتخرج للتعبير عن فرحتها عند كل مباراة، وقفت كتلة الهوية واليمين المتطرف بالمرصاد لتحاول قمع فرحة الجزائريين بالمونديال وإفساد العرس عليهم، وبدأت بمطالبة الحكومة الفرنسية بمنع المشجعين من الخروج إلى الشارع للاحتفال، ومنع رفع العلم الجزائري، ومنع بث مباريات الخضر على شاشات كبرى في الشوارع، وصولا إلى إلغاء الجنسية المزدوجة للجالية الجزائرية وانتهت بحرق العلم الوطني ورفع لافتات عنصرية، كل هذا تم تحت أنظار السلطات الفرنسية التي لم تحرك ساكنا لإنصاف ما يقارب 6 ملايين جزائري يعيشون على أراضيها. ونشرت صحيفة "لوفيغارو"أمس أن أنصار الفريق الوطني احتفلوا بهدوء تام في المدن الفرنسية عقب خروج الخضر من المونديال بشرف، فخسارته أمام الألمان لم تثن الجالية عن الخروج لتحية اللاعبين الذي لعبوا مباريات في القمة، وشرفوا الجزائر والعرب أمام أنظار العالم، ولم تسجل السلطات أي شغب أو فوضى كما توقع اليمين المتطرف، الذي حذر من ردة فعل الجزائريين بعد المباراة، مؤكدا استعمالهم للعنف وإثارتهم للفوضى. فيما أكد الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس، تجنيد 25 ألف عنصر أمن لضمان الهدوء ومنع الفوضى تحسبا لمباراة الجزائرألمانيا. وأضافت الصحيفة أن 65 ناشطا من اليمين المتطرف، تظاهروا في مدينة ليون ضد الأنصار الجزائريين، ورفعوا لافتات تشير إلى أنهم ليسوا فرنسيين ولا يحق لهم الاحتفال على الأراضي الفرنسية مثل "هنا فرنسا وليس الجزائر"، كما قاموا بحرق العلم الجزائري بتصويره بالفيديو وعرضه على مواقعهم عبر الفايسبوك والتويتر، في محاولة لاستفزاز الجالية. وحاولت السلطات الفرنسية، الإبقاء على علاقات الود مع الجزائر بعيدا عن الحديث على الجنسية المزدوجة، حيث أبدى مسؤولون اهتمامهم بفوز الخضر في المونديال كاهتمامهم بالفريق الفرنسي، ودعوا الأنصار إلى الاحتفال بهدوء والتحلي بالروح الرياضية، بينما فرضت بالمقابل الرقابة على الجالية، وتفتيش المناصرين، كما جهزت إمكانيات معتبرة لتفرقتهم أثناء الاحتفال على غرار خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع.