عادت منظمة "كتلة الهوية" التابعة لليمين المتطرف في فرنسا إلى نشر أفكارها العنصرية تجاه العرب والمسلمين، فبعد دعوتها للحكومة إلى اتخاذ إجراءات قانونية تمنع المناصرين الجزائريين من الاحتفال بمباريات المنتخب الوطني خلال المونديال القادم، واتهمتهم بإثارة الفوضى بادرت هذه المرة إلى بيع قمصان تحمل عبارات معادية للجالية المغاربية والجزائريين على وجه التحديد، وتصفهم بالرعاع والحثالة. أظهرت كتلة الهوية كراهية غير مسبوقة للجزائريين والمغاربة ككل في الفترة الأخيرة، حيث تعمدت إهانتهم في أكثر من مناسبة كان آخرها دعوة فرنسا إلى منع الجزائريين من الخروج إلى الشارع للتعبير عن فرحتهم بفوز المنتخب الوطني، وهو ما أثار سخط واستنكار الجزائر، بعدها لجأت إلى بيع قمصان تحمل عبارات معادية ومهينة للجالية هناك، على موقعها على شبكة الأنترنت، كل هذا دون أن تتعرض لأي عقوبة كانت من قبل الحكومة التي سمحت بمثل هذه التصرفات العنصرية في حق مواطنين من شمال إفريقيا في فرنسا. وتمثلت الشعارات المطبوعة على القمصان، في عبارات تقول "جيل ضد الحثالة والرعاع" و«إعلان الحرب" وغيرها..، حيث أعلنت المنظمة بفخر زيادة مبيعات قمصانها على شبكة الأنترنت، ومن غير المستبعد أن تقوم باستفزاز الجزائريين المقيمين في فرنسا خلال مباريات كأس العالم، من خلال الترويج لهذه القمصان، وهي التي كانت قد طالبت بمنع المشجعين من ارتداء ألوان العلم الوطني. ويرى متتبعون للوضع، أن السياق الجيوسياسي الذي صاحبه صعود الإسلاميين، قد زاد من كراهية الغرب وعنصريته تجاه الأجانب في أوربا، كما تعرف "كتلة الهوية" على وجه التحديد بعنصريتها الكبيرة تجاه العرب والمسلمين، حيث برزت كقوة صاعدة لليمين المتطرف في فرنسا، التي تشبّه المهاجرين المسلمين بالغزاة الذين يهددون هوية بلادهم، والحضارة الأوروبية كلها، كما تحاول الكتلة جذب الانتباه باتخاذ الخنازير البرية شعارا لها، ودعوة أتباعها وأنصارها إلى حضور المظاهرات والاجتماعات وتناول الخمر ووجبات الخنزير، فيما اعتبروه مقاومة "للغزو الثقافي الإسلامي"، كما تعرف بوقوفها ضد بناء المساجد.