لعبت المضاربة الدور الفعال والاستثنائي بولاية ميلة خاصة مع حلول شهر رمضان الكريم لغياب الرقابة. فقد شهدت أسعار المواد الأكثر استهلاكا والتي يكثر الطلب عليها في اليومين الأول والثاني من شهر رمضان على غرار الخضر والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء عبر مختلف أسواق الولاية ارتفاعا محسوسا حسب ما لاحظته "البلاد". وأبدى المواطنون تذمرهم من ارتفاع الأسعار في أول أيام الشهر الفضيل شهر الرحمة، وبالرغم من أنهم كانوا يتوقعون ذلك فالأمر على حد تعبير الكثير منهم أصبح "ظاهرة روتينية" مع حلول هذا الشهر في كل سنة. واكتفى العديد من المواطنين بالوقوف على الأسعار التي وصفوها "بالملتهبة أو النارية " دون الشراء، مؤكدين أن مؤشر البيع قفز إلى عدة درجات خاصة بالنسبة للخضر والفواكه واللحوم بمختلف أنواعها. ولم ينكر التجار أنفسهم هذا الارتفاع في الأسعار مقارنة بتلك المسجلة في الأسبوع المنصرم وحتى الى غاية الأحد. وأرجع أحد تجار الخضر بسوق التلاغمة ارتفاع أسعارها بأسواق التجزئة الى ارتفاعها في أسواق الجملة. وقال آخر إن غياب الرقابة على تجار الجملة يعكس هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار، مضيفا أنه لم يتمكن صباح اليوم من التسوق كالعادة واقتناء مختلف انواع الخضر بالنظر الى الأسعار الجديدة التي طبقها هؤلاء على غرار رفع سعر الكيلوغرام الواحد من الخضر مثلا ارتفع بأكثر من 50 دج وهذا امر غير منطقي. واكد التجار ان الأسعار ستتراجع بعد الاسبوع الأول من هذا الشهر وأنه والى غاية منتصف نهار اليوم الاول كانت حركية البيع " قليلة " بسبب عزوف المواطنين عن اقتناء حاجاتهم بالأسعار الجديدة. يشار إلى أن أسعار الخضر سجلت ارتفاعا حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا 60 دج و55 دج في المنطقة الجنوبية، البصل 30 دج والطماطم 80 دج فيما قفز سعر الكوسة الى 60 دج، سعر الخس 100 دج. اللحوم الحمراء والبيضاء عرفت هي الأخرى ارتفاعا كبيرا حيث تراوح الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم الطازج بين 1300و1500 دج، و650 دج بالنسبة للحم المجمد، فيما فاق سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج 360 دج. أما الفواكه بمختلف أنواعها فقد عرفت اسعارها استقرارا حسب المواطنين والتجار فبالنسبة للتمر الذي تحرص العائلات الجزائرية على اقتنائه خلال شهر الصيام تراوح سعره بين 500 و600 دج للكيلوغرام الواحد فيما بلغ سعر العنب المستورد 400 دج والبطيخ الأحمر بين 45 و50 دج والتفاح ب250 دج، أما دقلة نور فبلغ سعرها 1000دج رغم وفرة المنتوج. شهدت بلديات ودوائر وقرى الولاية في أول أيام رمضان، أمس، ندرة في أكياس الحليب، لكثرة التهافت عليه، مما شكل انشغالا كبيرا لدى أرباب العائلات المعوزة التي لها العديد من الأطفال الصغار المحتاجين لهذه المادة الضرورية. وقد اختفت أكياس الحليب من أدراج المحلات التجارية والأسواق الصغيرة، منذ الساعات الأولى، حينما أقبلت أعداد من المواطنين لاقتناء كميات كبيرة من الحليب، دون أن يتركوا شيئا لمن سيأتي بعدهم. هذه الوضعية خلفت نوعا من القلق عند المواطنين خاصة مع تحايل التجار عندما لا يتوفر الحليب وتعمد بيعه لزبائنهم. وأبدوا تخوفهم من استمرار الوضعية طيلة شهر رمضان المبارك، وهو ما سيصبح مشكل للعائلات خاصة أن الحليب يعتبر مادة أساسية لتحضير العديد من الأطباق الرمضانية.