انتشرت مع دخول شهررمضان بوهران ظاهرة بيع الشواء في الشوارع والطرقات بعد الإفطار، وسط إقبال كبير من طرف المواطنين عليها، بالرغم من الظروف غير الصحية التي يقدم فيها الشواء والتي قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة على مستهلكها. ولا يفوت أبناء وهران فرصة تناول المشويات التي يعكف على تحضيرها وبيعها عشرات الشباب البطالين عبر شوارع الباهية وأزقتها، بحيث يشكل رمضان للكثير من هؤلاء الشباب فرصة للعمل ليلا وتقديم الشواء للمواطنين الذين يخرجون للتفسح ليلا. ويلفت الانتباه عدد طاولات الشواء على الجمر التي سرعان ما ينتشر أصحابها مباشرة عقب صلاة التراويح، والتي تغري بروائحها الشهية المواطنين الذين يقبلون عليها بشراهة غير عابئين بظروف إعدادها. وتمثل مثل هذه التجارة الموازية فرصة للربح حيث لا تكلف الكثير مقابل ما يجنيه أصحاب هذا النشاط من ربح وفير طيلة أيام شهر الصيام، غير أن طرق عرضها وشوائها قد تنعكس بالسلب على متناوليها، حيث لا أثر للمبردات التي تحفظ فيها كميات اللحوم المعدة للشواء والتي تبقى في العراء إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، طالما يوجد هناك من يفضل تناولها، بعضهم يجعلها وجبة سحور، ناهيك عن كون اللحوم الأكثر عرضة للتلف في فصل الصيف وكذا التقاطها للجراثيم، خاصة في وسط المدينة مع الحركة الكبيرة للمركبات، الأمر الذي يفنده هؤلاء التجار الموازون وحتى بعض المستهلكين الذين يبيحون لأنفسهم تناولها بحكم أن طريقة شوائها تقضي على الجراثيم التي تلتقطها قبل ذلك، غير أن أعداد ضحايا التسممات جراء استهلاك مثل هذا النوع من الوجبات ثبت غير ذلك، حيث تستقبل مصلحة الاستعجالات بالمستشفى كل شهر رمضان ومنذ أن اكتسحت المجال هذه الممارسة الخطيرة على صحة المواطن، أعدادا هائلة من المصابين بتسممات غذائية بعد الإفطار جراء تناولهم وجبات سريعة فاسدة منها الشواء، خاصة في ظل التنامي الواسع للشبان الذين وجدوا ضالتهم في ممارسة هذا النشاط ليلا، والذي يدر عليهم ربحا وفيرا على حساب صحة المواطن الذي تغريه مشاهد الشواء على الجمر بطريقة تقليدية.