عرفت مطاعم الشواء منذ بداية الشهر الفضيل انتشارا واسعا على مستوى المدن الكبرى لبلديات بومرداس كبودواووبرج منايل وخميس الخشنة وقورصو، وامتدت هذه الظاهره حتى للأحياء الشعبية بعدما لقيت إقبالا كبيرا لشريحة واسعة من المجتمع، خاصة فئة الشباب التي اصبحت تفضل اللحم المشوي على الجمر بمطاعم الشواء بدل وجبة الصحور في البيوت، إلا أن الحالات العديدة للتسممات الغذائية التي أضحت تسجلها كل ليلة المراكز الاستشفائية دفعت بمصالح الصحة إلى دق ناقوس الخطر محذرة من تناول مثل هذه الوجبات الغذائية لكون أغلبية مطاعم الشواء تنشط خارج الأطر القانونية وبعيدة عن أعين الرقابة، خاصة في مثل هذا الشهر، يقول عبد الكريم طبيب مختص في الصحة والنظافة أن مطاعم الشواء يديرها شباب يعرض بضاعته على الأرصفة في غياب أدنى شروط النظافة ويجهل في الغالب حتى مصدر مختلف انواع اللحوم المعروضة ليلا كالمرڤاز والسكالوب، ويضيف أن العديد من المختصين في علم التغذية يحذرون من الدخان الكثيف الذي يصطحب عملية الشواء لكونها تحوي على مركبات غازية خطيرة تصل إلى أزيد من100 عنصر سام قد تؤدي إلى الاصابة بالسرطان وينصحون بطهيها على الجمر وتعقيم كل الأدوات المستعملة في عملية الشواء لإزالة الرواسب المتبقية من اللحوم المشوية وفي هذا الشأن، يوصي الأطباء بتجنب مثل هذه الأكلات وضرورة الانتباه إلى نظافة ما يستهلك وكذا المحيط، حيث تشير الأرقام المقدمة من مختلف المصالح الطبية على مستوى ولاية بومرداس إلى أن حالات التسمم الغذائية عرفت ارتفاعا كبيرا في الأسبوع الأول من رمضان ومرشحة للارتفاع إذا لم تسارع مختلف المصالح المختصة لمراقبة هذه المطاعم التي انتشرت كالفطريات، إذ تسجل بين 20 و30 حالة تسمم في كل ليلة نسبة 90 بالمائة منها أسبابها اللحوم الفاسدة. وقد قامت مصالح قمع الغش ومراقبة الجودة بعدة بلديات بحجز كميات معتبرة من اللحوم الفاسدة لدى الجزارين وأصحاب محلات الشواي في عدة مناسبات والتي أثبتت التحاليل فساد تلك اللحوم، خاصة مادة المرڤاز لكونها غير مطابقة للمواصفات. كما أنها تحوي على العديد من البكتيريا والجراثيم وأخطرها تلك الجرثومة المعروفة باسم بكلوتسيوب بتيوم المتواجدة بكثرة في مادة المرڤاز، خاصة بعد عرضها للأشعة والهواء مباشرة لدى محلات الشواء تحول المرڤاز إلى مصدر العديد من الأوبئة وتصبح خطرا على صحة مستهلكيه وقد وقفنا على العديد من الحالات بالمركز الصحي ببومرداس، حيث خضع العديد من المرضى لمعالجة إصابتهم بتسمم غذائي وفي ساعة جد متأخرة من الليل ومن أعراض التسمم، القيء والغثيان والإسهال وآلام بالبطن، بالاضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة وقد استعصت حالة تسمم حيث تم تحويل احد المرضى إلى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة بعد أن عجز الأطباء عن خفض درجة حرارته المرتفعة ويقول الطبيب المعالج إن مثل هذه الحالة قد تِؤدي إلى الموت لكونها تسبب إتلاف بعض خلايا المخ وقد تصل كذلك إلى الشلل مدى الحياة ويقول ولي مريض إن ابنه تعرض إلى تسمم غذائي كلفته فاتورة زادت عن 6 آلاف دينار أما بعض المواطنين فيرون عكس ذلك، سليم من برج منايل يقول الموت واحد أنا من مترددي مطاعم الشواء لكون اسعارها في متناولنا، حيث لا يتعدى سعر وجبة من مادة سكالوب او المرڤاز 150 دينار عكس المطاعم الرسمية التي يفوق سعر الوجبة الغذائية بها 400 دينار. وتبقى المصالح المختصة مطالبة بمراقبة مثل هذه المطاعم لكون صحة المواطن ليس لها ثمن.