تعرف عدة ولايات بما فيها عاصمة الوطن، انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي في ساعات الذروة، حيث أرغم انقطاع التيار الكهربائي الكثير من المواطنين على الإفطار على ضوء الشموع، وأصبح جلب الشموع كل يوم إلى المنزل عادة جزائرية، خاصة أن انقطاع التيار ليس في ساعات الذروة وإنما في ساعة الإفطار. وعاد شبح الانقطاعات الكهربائية مرة أخرى، ينغص حياة المواطن الجزائري، خاصة في اليومين الأخيرين، حيث تم تسجيل ارتفاع كبير في درجات الحرارة، حيث ازدياد استعمال مكيفات الهواء، مما يرفع من استهلاك الكهرباء. وهو الأمر الذي شهدته العديد من بلديات العاصمة، على غرار بئر خادم، الدويرة، أولاد شبل، الكاليتوس، والقبة، حيث انقطع التيار الكهربائي لمدة خمس ساعات قبل الإفطار وأربع ساعات بعده، أما ولاية بومرداس فقد عرفت انقطاعا دام أكثر من تسع ساعات في جل البلديات، على غرار أولاد هداج وأولاد موسى، بودواو وهو الأمر الذي أثار حفيظة السكان على خلفية تعرض الأجهزة الكهرومنزلية للتلف، أما أصحاب المحلات التجارية فأصبح نشاطهم مرهونا بالتيار الكهربائي الذي ينقطع ويعود بشكل فجائي متسببا في خسائر كبيرة. وجاءت هاته الانقطاعات الكهربائية رغم وعود الرئيس المدير العام لمجمع "سونلغاز" نور الدين بوطرفة، والذي قال سابقا إن الشركة خصصت استثمارات تفوق 450 مليار دينار لإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء على المستوى الوطني لحساب السنة الجارية، بزيادة 50 مليار عن سنة 2013، وبهذه الاستثمارات، حسبه، سيضمن الجزائريون صيفا من دون انقطاعات كهربائية خاصة بتزامن حلول فصل الصيف القادم مع شهر رمضان المبارك ومباريات مونديال البرازيل. وأضاف بوطرفة إن مرافقة الدولة ودعمها لأسعار إنتاج الكهرباء تحتم على سونلغاز عدم رفع تسعيرة استهلاك الكهرباء بالنسبة إلى المواطنين والجماعات المحلية. سكان العاصمة أكثر المتضررين من انقطاع الكهرباء وتعرف كل بلديات العاصمة ذات الكثافة السكانية العالية على غرار القبة، حسين داي، المحمدية، الكاليتوس، والعاشور والسبالة، إلى جانب دويرة، وبالأخص بلديات جنوب العاصمة، انقطاعات متكررة تمتد من السابعة مساء إلى غاية الثالثة فجرا. وعرفت بعض البلديات انقطاعات في التيار لمدة يومين متتاليين، حيث اضطر كل من سكان الرويبة والقبة إلى الاستنجاد بمناطق أخرى لجلب قارورات المياه الباردة. وتأتي فئة الأطفال الرضع في مقدمة المتضررين من انقطاعات التيار الكهربائي بسبب عدم تحملهم لدرجات الحرارة التي لا تطاق داخل المنازل. وتحدثت مواطنة شاكية من انقطاعات التيار الكهربائي قائلة "لمدة يومين ونحن نفطر ونتسحر على ضوء الشموع، فهل أصبح انقطاع التيار الكهربائي حكرا على بلديات دون بلديات أخرى". وتحولت مصابيح أغلب منازل العائلات الجزائرية إلى شموع، مما أدى إلى إصابة أجهزة كهرومنزلية بأعطاب. من جهتنا، حاولنا الاتصال بالمديرية العامة لشركة سونلغاز للاستفسار عن سبب هذه الانقطاعات إلا أن المسؤولين تهربوا من الرد. لتبقى وعود المسؤولين القائمين على الشركة والمتعلقة بعدم تكرار سيناريو السنوات الفارطة والقضاء على مشكل انقطاعات التيار الكهربائي حبرا على ورق.