مع حلول العشر الأواخر من رمضان، مازالت العديد من الولايات الجزائرية تعاني من الانقطاع المتكرر والمستمر للكهرباء، وهو الأمر الذي أدى بمئات الجزائريين إلى الإفطار على ضوء الشموع، وكذا عيش عدة ليالي بيضاء بسبب عدم تمكنهم من النوم في ظل الارتفاع الكبير الذي تشهده درجات الحرارة بمختلف أرجاء وربوع الوطن. وعلى غرار هذه الولايات، فإن العديد من بلديات العاصمة، خاصة تلك ذات الكثافة السكانية العالية، كبئر توتة، والسبالة وباش جراح، بالإضافة إلى عين النعجة، تعاني هي الأخرى من هذا المشكل العويص، الذي زادت حدته تزامنا وأيام الشهر الفضيل، حيث أصبح العديد من سكان العاصمة محرومين من الإفطار في ظروف حسنة، وبما أن منطقة عين النعجة، التابعة لبلدية جسر قسنطينة، هي واحدة من هذه المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، خاصة بعد عمليات الترحيل الكبيرة إليها، حيث أنه لم يمر يوم واحد، بداية من الأسبوع الثالث لشهر رمضان، دون أن تسجل أحياء عين النعجة انقطاعات للتيار الكهربائي، وهي الانقطاعات التي أرهقت سكان المنطقة، خاصة بحي عين المالحة، الذي يعرف بدوره انقطاعات في التيار الكهربائي قبل أو بعد آذان المغرب بدقائق قليلة، مما يدفع العائلات إلى تناول إفطارهم تحت ضوء الشموع، وكذا عيش ساعات كبيرة من الصمت الرهيب، في ظل حرمانهم من برامجهم التلفزيونية، التي تعودوا على مشاهدتها مباشرة بعد الإفطار، وقبل توجههم إلى المساجد، لأداء صلاتي العشاء والتراويح. هذا الوضع الذي تعيشه مختلف مناطق الوطن، منذ الأيام الأولى لشهر رمضان، ازداد حدة في الأيام الأخيرة منه، مما دفع العديد من المواطنين إلى التعبير عن استيائهم وتذمرهم الشديدين، خاصة في ظل الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة، في هذا الأيام بالذات، خاصة وأن هذه الانقطاعات أيضا، من الممكن أن تتسبب لهم في إتلاف العديد من الأجهزة الكهرومنزلية، خاصة التلفزة والثلاجات، وهو الأمر الذي سيزيد من تعقيد المشكل أكثر، حيث أن الأشخاص الذين يقضون سهرات رمضان ببيوتهم سيضطرون إلى تحمل حرارة الجو وكذا الظلام، في حين أنهم سيحرمون أيضا، من المياه والمشروبات والعصائر الباردة، التي تذهب إليها نفس كل شخص، في عز هذا الحر الشديد، فما بالك إذا كان هذا الشخص صائما عنها لأكثر من 16ساعة في اليوم، وأيضا ستتسبب في إتلاف كل ما كان مجمدا فيها من لحوم وغيرها، إضافة إلى تلف المأكولات وفسادها إذا ما تركت دون حفظ في الثلاجة، بسبب الانقطاعات المستمرة للكهرباء. وفي هذا الصدد، تقول السيدة زهور، والتي تقطن بالحي الفوضوي لعين المالحة، إنه من حسن حظهم أن الانقطاعات لا تدوم ليوم كامل وإنما لبضع ساعات، غير أن تأثيرها يكون شديدا عليهم، خاصة في ظل موجات الحر الشديدة. ليضيف مواطن آخر، أنه لا يلوم أبدا مصالح سونلغاز، لأنه على علم تام بأن كمية الكهرباء المستهلكة زادت بكثير في الفترة الأخيرة، غير أن هذا لا يعطيهم الحق في قطعها قبل الإفطار بدقائق قليلة، ويحرمون المواطنين من الإفطار في ظروف حسنة، بعد مشقة يوم كامل من الصيام، ليتمنى في الأخير أن تتمكن مصالح سونلغاز من إيجاد حل مناسب، يمكنهم من صيام الأيام المتبقية في راحة وأمان.