أوضح الخبير في القانون الدولي فوزي أو صديق، أن الممارسات الإسرائيلية المتكررة والممنهجة التي تستهدف غزة كل العزّل والأبرياء تدخل ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وفقا لما ينص عليه القانون الدولي، كونها تتسبب عمدا في معاناة شديدة لسكان القطاع. وأكدّ أوصديق في تصريح صحافي له أن "هذه الانتهاكات تتنافى مع قواعد الشرعية الدولية لحقوق الإنسان والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 وقواعد واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949"، حيث إن كل هذه الاتفاقيات والبرتوكولات "تنص بوضوح على أن إحدى حالات الإبادة الجماعية هي التدمير المتعمد لمقومات الحياة، حيث يسبب ذلك الدمار المادي للناس، سواء كان ذلك جزئيا أو كلياًّ." وأوضح المتحدث أن كل هذه الانتهاكات والاعتداءات تجسد "ما يحدث في غزة منذ فرض الحصار الإسرائيلي عليها وقتل أبنائها العزّل دون وجه حق وقطع المنابع الحيوية عنها للاقتصاص منها وتعذيبها إلى أن تستسلم وتسلم أراضيها للعدو"، وأفاد قائلا إن المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة تنص على أنه "لا يجوز معاقبة أي شخص على جرم لم يرتكبه شخصياًّ. العقوبات الجماعية وجميع إجراءات التخويف والإرهاب محظورة. تحظر تدابير الاقتصاص من الأشخاص وممتلكاتهم". واعتبر رئيس المنتدى الدولي الإسلامي أن الاعتداء واضح للعيان في غزة، والذي يستهدف الشعب الغزاوي، من خلال انتهاكات وصفها باللاإنسانية "واغتيالٌ لحق فلسطينيين في العيش بكرامة في بيئة سليمة بعيدا عن الحرب والدمار"، نظرا إلى "السياسة القذرة لقتل الأبرياء ببطىء" الذي تنتهج ضده، وذلك كله "أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي". من جانب آخر، حذّر رئيس المنتدى الدولي الإسلامي للقانون الدولي الإنساني، من "تفاقم الأوضاع الإنسانية بالمنطقة وكذا في سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وذلك بعدما تم استهداف "مباني المدنيين العزّل وتقتيل الأبرياء بحجة إجهاض خطط حركة حماس الجهادية"، إضافة إلى ما تم فرضه من "حصار عليها من أجل خنق كل مناحي الحياة في كل الميادين الاقتصادية والتنموية، حيث استهدفت المنشآت المدنية كالمدارس والمنازل". كما حذّر من "استمرار الاقتتال بالقطاع ومن ثم التأخر في رفع جثث الشهداء في ظل ارتفاع درجات الحرارة"، أين ستتسبب هذه الأخيرة، يضيف أوصديق، في "الانتشار الرهيب للأمراض المعدية والأوبئة القاتلة". كل هذا يستلزم "توفير الرعاية الصحية اللازمة للسكان، بالإضافة إلى الاستعانة بطواقم الإغاثة الدولية للتدخل وحماية المدنيين".