جندت وزارة الصحة كل مراكز العزل والمتابعة الصحية على مستوى 48 ولاية، إضافة إلى وضع مصالح الرقابة الصحية في المعابر الحدودية والمطارات على أهبة الاستعداد تحسبا لانتقال وباء ايبولا إلى الجزائر، حسب ما أكده المستشار الإعلامي في وزارة الصحة سليم بلقاسم في اتصال ب«البلاد" أمس، مؤكدا أن الجزائر سخرت كل إمكانيتها لمواجهة هذا الفيروس الذي أزهق أرواح أكثر من 700 شخص منذ تاريخ الكشف عنه، في الوقت الذي أعلنت فيه تقارير منظمة الصحة الدولية أن داء إيبولا أو ما يعرف بحمى إيبولا النزفية قد خرج عن نطاق السيطرة. وتأتي هذه الإجراءات من وزارة الصحة في ظل مخاوف من زحف مرتقب لهذا الوباء الفتاك إلى الحدود الجنوبية للبلد التي استقبلت في العام الماضي فقط أزيد من 10 آلاف مهاجر غير شرعي، لم يخضع أغلبهم لأي متابعة طبية. كما أنه من المتوقع أن تستقبل الجزائر موجة جديدة من المهاجرين الأفارقة مع تطور الوباء في دول جنوب الصحراء الكبري. واستبعد سليم بلقاسم إمكانية انتقال هذا الداء الذي قضى على 90 بالمئة من المصابين به عبر الحدود البرية الجنوبية للوطن، معتبرا أن مدة تطور المرض داخل جسم الإنسان سريعة لدرجة أنها تفتك بحاملها ساعات قليلة بعد إصابته، ويبقى الخطر حسب بلقاسم في المعابر الجوية، رغم أن الجزائر لا ترتبط بأي رحلات طيران مباشرة مع دول منشأ الفيروس إلا أنها ترتبط ببعض الدول الأخرى التي أعلن فيها حالات اصابة بداء ايبولا وهوما يفسر حالة الاستنفار التي وضعت فيها مراكز المراقبة الطبية والوقاية على مستوى المطارات الدولية للوطن. وحسب سليم بلقاسم، فإن الجزائر لديها من الإمكانيات ما يمكنها من مواجهة داء إيبولا الفتاك في حالة إعلان حالات إصابة داخلها، مؤكدا أن كل ولايات الوطن مجهزة بمركز عزل للأوبئة والأمراض المعدية على الأقل. في حين يتجاوز عدد هذه المراكز الأربعة في بعض المدن الكبرى شمال البلاد وذكر المستشار أن الجزائر كانت من بين الدول السباقة في تفعيل إجراءات الطوارئ المتعلقة بانتشار الأوبئة منذ إعلان أولى الحالات في كل من دول غينيا وسيراليون وليبيريا، حيث تم تشكيل خلية أزمة على مستوى وزارة الصحة تعمل بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومصالح من وزارتي الداخلية والنقل في إطار اللوائح التي ينص عليها قانون الصحة الدولي في التعامل مع مثل هذه الحالات