يُهدد الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي آلاف الجرحى في غزة، وخصوصا في المشافي التي باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى في ظل اعتمادها على المولدات الكهربائية التي تعمل بالوقود الذي أصبح وجوده نادراً في القطاع. ودفع الانقطاع المتواصل مستشفيات القطاع جميعاً، إلى الاعتماد بشكل كامل على المولدات الكهربائية الضخمة في توفير الكهرباء للأجهزة الطبية التي يعتمد عليها مئات الجرحى، إلى جانب مرضى الكلى وحضانات الأطفال. وتعاني غزة أصلاً أزمة نقص التيار الكهربائي، لكنها ازدادت مع تدمير الاحتلال البنية التحتية لخطوط الكهرباء، إلى جانب القصف الذي تعرضت له مخازن الوقود في محطة التوليد الوحيدة وسط القطاع. ويقول مدير عام الهندسة والصيانة في وزارة الصحة بغزة بسام حمادين، إن المولدات الموجودة في المستشفيات قديمة ومتهالكة وتعمل منذ فترات طويلة ومتواصلة تزيد على ثماني سنوات، ما أثّر على عملها بشكل كبير. ويوضح حمادين أن المولدات الكهربائية في المستشفيات على مستوى العالم تستخدم في أوقات محددة جداً، عند إجراء صيانة على الخطوط، أما في غزة فأصبحت تستخدم على مدار الساعة. ويلفت إلى أنها "غير مؤهلة، في ظل تدهور واقع الكهرباء في قطاع غزة خلال فترة العدوان". ويشير إلى أن عمل المولدات على مدار الساعة يؤدي إلى تعطلها، وهذا ما حصل فعلاً مع أحد المولدات الكبيرة داخل "مستشفى الشفاء"، حيث تم شراء مولد آخر لكن ليس بحجم المولد المعطل، فتم ترشيد الاستهلاك. كذلك تعطل المولد الرئيسي في المستشفى الأوروبي. ويشرح حمادين أن عددا من مولدات مستشفى كمال عدوان "شمالاً" ومستشفى شهداء الأقصى "وسط" تعطلت جراء القصف الإسرائيلي المباشر، لافتاً إلى أن الكهرباء الناتجة عن المولدات غير مستقرة وتؤدي إلى تعطل الأجهزة الكهربائية التي يتم تشغيلها خلالها. وتتأثر بشكل مباشر من انقطاع الكهرباء أو توقف المولدات الكهربائية أقسام العمليات، والعناية المكثفة، وغسيل الكلى، وأجهزة الأشعة المقطعية "السي تي"، وغيرها، ما يهدد آلاف الجرحى والمرضى. وبدوره، يؤكد رئيس قسم الاستقبال والطوارئ في "مجمع الشفاء الطبي" وهو أكبر مشافي القطاع، الدكتور أيمن السحباني، أن عمل الأجهزة الطبية عبر المولدات الكهربائية يؤثر على جودتها، وأن زيادة المدة التي تستخدم فيها الكهرباء الناتجة عن المولدات يضر بالأجهزة ويعطلها.