توقف محطة الكهرباء بعد قصفها و«المشافي" في وضع كارثي مازالت آلة الموت الإسرائيلية تحصد أرواح الأبرياء الفلسطينيين لليوم 18 على التوالي، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى أزيد من 650، أما عدد المصابين فتجاوز 4120 والقائمة مازالت مفتوحة والحصيلة مرشحة للارتفاع مادامت جهود التسوية عاجزة عن الوصول إلى إقرار مبادرة تهدئة تكون محايدة ولا تنحاز إلى الجلاد القويّ على حساب الضحية. وقد بلغ عدد الشهداء، صباح أمس فقط 22 شهيدا، كان آخرهم ثلاثة شهداء في قصف على خانيوس، وذلك بعد استشهاد سبعة آخرين بينهم طفلان في نفس المنطقة، في حين استهدف جيش الاحتلال محطة الكهرباء الوحيدة في غزة، ما أدى إلى توقفها عن العمل بالكامل. وقال مراسلون في غزة الجريحة، إن القصف تركز على بلدتي خزاعة وبني سهيلة إلى جانب عبسان، القاطع الشرقي لمحافظة خان يونس. وأضافوا بأن عددا من النداءات أطلقت من هذه البلدات لطلب المساعدة، لكن سيارات الإسعاف والطواقم الطبية لم تستطع التقدم لانتشال الجثث أو الإنقاذ بسبب قوة القصف. ولفت المراسلون إلى أن ما حدث في خزاعة، قد يكون أسوأ من مجزرة الشجاعية التي راح ضحيتها عشرات الشهداء، والأفظع - كما أوضحوا -أن قوات الاحتلال تعرقل وصول المسعفين. ووفق معطيات الجيش، فإن قطاع غزة استهدف بما لا يقل عن ثلاثة آلاف طن من المواد المتفجرة خلال أيام العدوان، وهي كمية تفوق كمية المتفجرات المستخدمة في عملية "الرصاص المصبوب" عام 2008 و2009 وعملية "عامود السحاب "عام 2012. يشار إلى أن القصف الاسرائيلي الجنوني استهدف أيضا محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، مما تسبب في تعطلها عن العمل بالكامل، وجعل الوضع الإنساني أكثر صعوبة، خاصة في المستشفيات التي اضطرت إلى العمل بما لديها من مخزون الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء. كما أصبحت المستشفيات تعمل وفق خطة للطوارئ، وسط اتصالات بالصليب الأحمر ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين (أونوروا) للمساعدة. قصف مدرسة تأوي المئات من النازحين نددت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بقصف الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء إحدى مدارسها في مخيم المغازي وسط قطاع غزة كانت تأوي المئات من النازحين. وذكرت(أونروا) أنه تم استهداف للمدرسة التي لجأ إليها حوالي 300 نازح بواسطة ذخيرة متفجرة أطلقتها القوات الإسرائيلية مما أدى إلى إصابة أحد النازحين من الأطفال مشيرة إلى أنها أثارت هذه الحادثة مع السلطات الإسرائيلية. وأوضحت أنه خلال محاولة مسؤولين من الأممالمتحدة التحقيق في الحادث تعرضت ذات المدرسة للقصف مرة أخرى معرضة حياة المدنيين والعاملين في مجال الخدمة الإنسانية لدى (الأونروا) للخطر الشديد. مشافي ومقابر غزة تضيق بجثث الشهداء لم يخطر ببال أحد أن يأتي اليوم الذي تضييق فيه ثلاجات الموتى والمقابر بجثث الشهداء، لكن الغرابة تزول وتتحول إلى أسى في غزة، حيث الشهداء يتساقطون بالعشرات يوميا، والقدرة الاستيعابية للمشافي محدودة والمقابر مكتظة والعدوان يتواصل والضحايا في ازدياد. ولم يعد هناك من خيار أمام الأسر الفلسطينية المشردة بعد امتلاء ثلاجات الموتى بالشهداء وتكدس الجثث الملقاة على أرضية الممرات المؤدية إليها، سوى المسارعة إلى مجمعي الشفاء، وناصر الطبيين الرئيسيين في شمال وجنوب قطاع غزة وأخذ جثث أبنائهم ودفنها في أي مقبرة من المقابر المحيطة من دون اتمام مراسم التشييع أو حتى إلقاء النظرة الأخيرة عليها. ودفع توالي وصول جثث الشهداء - التي تمكنت الطواقم الطبية من إجلائها من شرق القطاع، وعجز ثلاجات الموتى عن استيعاب أعداد كبيرة منها، فضلا عن تعطل بعضها بسبب انقطاع التيار الكهربائي - الناجين والمشردين إلى المسارعة بدفن جثث شهدائهم في أي مكان متاح كي لا تتحلل أو تتعفن أسوة بما أصاب الكثير من جثث الشهداء، خصوصا تلك التي لم يتمكن ذووها من التعرف عليها أو ممن لم يتمكنوا من الوصول إليها. ومع بزوغ كل نهار جديد، يسارع أهالي الشهداء إلى ثلاجات الموتى للبحث عن أبنائهم ممن سقطوا في ساعات الليل، ويتوالى وصول جموع صغيرة لتصطحب أبناءها إلى المساجد ومن ثم إلى المقابر المجاورة في مشهد متكرر لا يفارق المجمعين الطبيين الرئيسيين كل بضع دقائق. منظمة التحرير الفلسطينية مع مطالب حماس أيدت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية رسميا أمس، بعد اجتماع رأسه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، المطالب الأساسية لحركة حماس لوقف الأعمال العدائية مع إسرائيل في قطاع غزة. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه "إن مطالب غزة بوقف العدوان ورفع الحصار بكل أشكاله هي مطالب الشعب الفلسطيني بأسره، وهي الهدف الذي تكرس القيادة الفلسطينية كل طاقاتها من أجل تحقيقه". وأشادت القيادة الفلسطينية بالصمود العظيم للشعب الفلسطيني، وبالمقاومة الباسلة ضد جيش الاحتلال الذي يرتكب المذابح والجرائم المتواصلة، وقالت " إن شعبنا بأسره داخل الوطن وخارجه يقف بصلابة جنبا إلى جنب مع غزة وشعبها المقدام الذي ينزف في كل ساعة دفاعا عن الوطن والحقوق المشروعة". ودعت القيادة الفلسطينية إلى عقد اجتماع فوري لقادة العمل الوطني الفلسطيني من خلال الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة لأجل تعزيز وحدة الصف الوطني تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية.