أثارت الاعتداءات الصهيونية على الأطفال والمدنيين في قطاع غزة حملة غضب واسعة من طرف المسلمين وممثلي الجاليات العربية في فرنسا خاصة ذوي الأصول الجزائرية حيث ارتفعت وتيرة المظاهرات المناهضة لأفعال دولة الكيان الصهيوني بشكل غير مسبوق في فرنسا وهو ما دفع الكثير من اليهود المدافعين عن إسرائيل إلى التضايق من الأجواء المنددة بأفعالهم الإجرامية التي تخطت كل حدود. وذكر تحقيق لمجلة "لو نوفيل أوبسرفاتور" بعنوان "يهود فرنسا لماذا يهربون؟" نشر أمس في موقعها الإلكتروني، أنه من بين الأسباب التي تدفع اليهود الى الرحيل نهائيا من فرنسا تضاقهم من الحملة التي يشنها الجزائريون ضد أفعال إسرائيل الشنيعة والتي أثرت بشكل واضح على الرأي العام داخل فرنسا والتي ساهمت بجذب العديد من الفرنسيين للتعاطف مع القضية الفلسطينية بشكل فعال. وقال أحد اليهود العازمين على ترك التراب الفرنسي الى وجهة أخرى تقربت منه المجلة "فرنسا أصبحت الجزائر الأمر أضحى لا يطاق" ومنذ بدء الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة نشطت الجالية الجزائرية المتواجدة هناك على إقامة العديد من المظاهرات المنددة بإسرائيل، كما يمكن ملاحظة العديد من الشعارات الممجدة للمقاومة الفلسطينية على جدران العاصمة الفرنسية باريس وهو ما فهم من قبل اليهود الفرنسيين الذين يشجعون السياسات الإسرائيلية أنهم غير مرحب بهم في هذا البلد الذي يحتضن أكبر تجمع للجزائريين خارج الوطن، ونقل التحقيق تصريحات أحد اليهود يدعى مارك "عندما نرى الكم الهائل للمظاهرات المناهضة لإسرائيل في فرنسا نستنتج أن خيار الرحيل هو خيار صائب"، في حين اتخذ "إيريك" قراره بعد الهجوم على المدرسة اليهودية في تولوز الذي نسبته الشرطة الفرنسية الى الفرنسي ذي الأصول الجزائرية محمد مراح قبل أن تغتاله أثناء محاولتها القبض عليه في عملية شابها الغموض. وفي هذا السياق انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تصدي مجموعة من الجالية المغاربية في فرنسا لمظاهرة ممجدة للأفعال الصهيونية ضد العزل في فلسطين حيث فرقت الشرطة الفرنسية المظاهرة بعد مشادات أخذ فيها المنادون للصهيونية نصيبهم من الضرب، وفي اعقاب ذلك قررت السلطات الفرنسية حظر المظاهرات المؤيدة لفلسطين. وتعرف فرنسا أكبر موجة نزوح يهودي في تاريخها حيث قرر أزيد من 5 آلاف يهودي من حاملي الجنسية الفرنسية الرحيل عنها نهائيا منذ بدء السنة الجارية.