أغارت طائرات تابعة للجيش الفرنسي على مواقع للجماعات المسلحة المتشددة شمالي مالي، في اليومين السابقين، حيث إن الطائرات الفرنسية "رافال" أطلقت أربع أو خمس قنابل على منطقة "إساكان" غربي "تمبكتو" حسب مصادر إعلامية نقلتها شبكة البي بي سي البريطانية، خاصة أن مطار المدينة تعرض للقصف في الأيام الماضية، وأكّد مصدر فرنسي نقلته صحيفة "العرب" أنّ أهم أولويات الجيش الفرنسي هي تدمير مخزون الجماعات المسلّحة من الصواريخ أرض جو، والصواريخ الروسيّة المهرّبة من ليبيا، حيث تقدّر بعض المصادر أنّ الجماعات المسلّحة الإسلاميّة حصلت على ما لا يقل عن 500 صاروخ أرض جو روسي خفيف، أغلبها هرب من ليبيا، بالإضافة إلى المئات من صواريخ الكاتيوشا، يحدث هذا في وقت أعلنت فرنسا الشهر الماضي عن إطلاقها لعملية عسكرية ثانية في شمال مالي تحت عنوان"برخان" وهذا بإنزالها ل3 آلاف جندي جديد في المنطقة لمباشرة عمليات عسكرية مكثفة تواصل من خلالها قتال الجماعات "الجهادية" في منطقة الساحل الإفريقي، ومواصلة الحرب على ما تسميهم المسلحين المتطرفين التي أعلنت عنها منذ بداية سنة 2013. من جانب آخر، وفي الجانب الميداني المتعلق بالفصائل الأزوادية عرف الموقع الغربي لإقليم الأزواد بمنطقة "لرنب" اشتبكات مسلحة بين فصيلين مسلحين من الحركة العربية لتحرير الأزواد، حيث اتهم جناح أحمد ولد سيدي محمد في اتصال مع "وكالة أنباء موريتانيا المستقلة" الحركة الوطنية لتحرير أزواد بدعم جناح سيدي إبراهيم ولد سيداتي في هجومه على القوات المحسوبة على جناح ولد سيدي محمد، وفي السياق ذاته يتهم قيادي بارز في الحركة الحركة الوطنية لتحرير أزواد جناح ولد سيدي محمد بالعمالة للحكومة المالية، في حين أشارت مصادر ل"البلاد" أن المواجهات الإثنية في منطقة غرب إقليم الأزواد المتخامة للحدود الموريتانية والمعروف أن الحركة العربية الأزوادية تسيطر على مساحات واسعة منه نجمت عنها خسائر مادية فقط، ترجع إلى سنة من قبل، خاصة بعدما طالبت الحركة العربية للأزواد بلهجة شديدة الجماعة المختطفة للديبلوماسيين الجزائريين لإطلاقهم في أقرب وقت، ما يقرب فرضية المؤامرة على الجزائر خاصة مع قرب موعد انطلاق الجولة الثانية من مسار المفاوضات بين الفرقاء الماليين في الجزائر في ال 17 أوت، وأكد علي الزاوي المتابع للشؤون الأمنية في الساحل أن هنالك جهات خارجية تعمل كل ما بوسعها لإفشال مسعى المفاوضات التي ترعاها الجزائر، ملقيا باللوم على المغرب التي تملك علاقات جيدة مع فصيل ولد سيداتي من الحركة العربية لتحرير الأزواد، خصوصا أن محمد مولود رمضان القيادي بالحركة ظل يؤكد مرارا أن مأساة الأزواد تتمثل في تخليها عن مطلب الاستقلال، مشددا في آخر تصريح له للأخبار الموريتانية بأنه بالرغم من الجهود الجزائرية في السعي للتوصل لحل المشكل الأزوادي وباقي الأطراف الإقليمية إلا أن الحركات الأزوادية متمسكة بحل الحكم الذاتي، واصفا إياه بالحل "الضامن للمنطقة". للإشارة فإن الجولة الثانية من المفاوضات بين الأطراف الأزوادية الست والحكومة المالية ستباشر في ال17 من أوت المقبل في الجزائر، وسبق لمختلف الفصائل الأزوادية تأكيدها على مواصلة المفاوضات للخروج بحل سياسي للأزمة في شمال مالي.