دعا مبروك زيد الخير رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أول أمس، في ندوة علمية تحت عنوان "ظاهرة الطلاق في الجزائر.. أسبابها وعلاجها"، الى إيلاء اهتمام خاص بحالات الطلاق في الجزائر بعدما تحولت الى ظاهرة مجتمعية خطيرة، مؤكدا في اللقاء الذي نشطه كل من الدكتور كمال بوزيدي والدكتورة زبيدة إيقروفة، أن المتأمل في القرآن والسنة يلاحظ المساحة الواسعة لمواضيع الأسرة، التي تعكس عظمة التشريع، والحكمة السامية في الرابطة الأسرية؛ "الأمر الذي يضعنا أمام ضرورة البحث عن الأسباب وراء تلك الحالات، والبحث، كذلك، عن حلول لكبح تزايد هذه الظاهرة". وقال رئيس المجلس: "إن الأسرة هي عماد المجتمع. ولا ريب في أن بناء الأسرة يتطلب الاطمئنان، والاستقرار"، داعيا إلى التركيز على عنصر بالغ الأهمية قبل الزواج، وهو الاختيار الدقيق لشريك الحياة؛ المرأة ذات الدين والخُلق الحسن، والرجل ذي الخشية، والأخلاق الحسان، كل طرف للآخر، والتعامل فيما بينهما بكل نخوة وشرف، والعمل بما يُرضي الله لتبادل المحبة، وتلطف العشرة لاستمرار الحياة الزوجية. وشدد رئيس المجلس في كلمته على ترك ما يلزم منه النفور، ببعث الراحة والسرور؛ قال إن سر الحياة الزوجية الناجحة هو استقرار الحال، مع عدم نسيان الفضل بين الزوجين، مؤكدا أن الشرع والتشريع شرعا الطلاق عندما "يبلغ السيل الزبى"، وبلوغ حالة نفسية حرجة تدفع الى بلوغ الطلاق. وقال إن ظاهرة الخلع التي تنتشر بشدة خلال السنوات الأخيرة، "أمر مخيف ينوّه بتفكك بعض القيم المجتمعية"، موضحا أن من طلقت دون سبب قد بلغت ذمة الله ورسوله، فالإسلام حافظ على كيان الأسرة، وإبقاء الرابطة الزوجية، ومد جسور الوصال في كل الأحوال، داعيا الى محاربة تلك الظاهرة؛ لأن تفاقمها من شأنه أن يلغّم العلاقات الأسرية، ويفتح المجال للتأزم الأسري، ويؤدي الى معاناة الآباء والأبناء على السواء، وخلق جملة من العقد الاجتماعية، والفساد، خاصة أن طلاق التعسف الذي تعج به المحاكم هو مشكل مجتمعي، لا بد من دراسته، وتحليله لمكافحته وتقليل حالاته، وفق المتحدث.