"أفريكوم" تتبنى موقف الجزائر وتؤكد التزامها باحترام سيادة الليبيين رفض إخوان ليبيا، موقف مصر الرامي إلى التدخل العسكري في ليبيا، لدعم قوات حفتر ضد الميليشيات المسلحة، حيث أكدوا أن التدخل المصري العسكري في الشأن الداخلي الليبي لمصلحة أحد الأطراف السياسية، سيزيد من تأزم الوضع، داعين الجزائر إلى لعب دور محوري في حل الأزمة سياسيا. ولم يهضم الإخوان في ليبيا، فكرة أن تتدخل مصر عسكريا بهدف القضاء على التنظيمات الإرهابية ونزع السلاح من الميليشيات المسلحة لإعادة الأمن والاستقرار للبلاد، والتي باتت تعيش وضعا أمنيا متدهورا انعكس بصورة مباشرة على دول الجوار في مقدمتها الجزائر، تونس ومصر، حيث اعتبروا أن هذه الخطوة من شانها أن تزيد الوضع سوءا، حيث "سيؤدي التدخل العسكري الأجنبي إلى إزهاق الأرواح البريئة وزيادة نزيف الدماء بين الجانبين، وإلى شرخ كبير في العلاقة بين الشعبين الشقيقين الذين يربطهما رباط الأصل والنسب والدين واللغة والتاريخ"، وحذروا في بيان لهم نشرته مواقع إعلامية ليبية، من أن التدخل في الشأن الليبى الداخلي لمصلحة أحد الأطراف السياسية غير مجدي في الوقت الراهن، حيث كان الأولى دعم مطلب حق الشعب الليبي بعد ثورته العظيمة في الحرية واختيار من يحكمه دون إملاءات خارجية أو تدخلات من أطراف أخرى، وتشجيع الوفاق الوطنى، والتفاوض والحوار بين أطياف المجتمع الليبي ومكوناته. وفي السياق، فضل الإخوان في ليبيا، إلى جانب أطراف أخرى عديدة، أن يتم اعتماد الحل السياسي لإنقاذ ليبيا مما هي فيه، ملمحين إلى رغبتهم في أن تلعب الجزائر دورا محوريا في هذه القضية من خلال تغليب الحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة، حتى لا يقع المزيد من الضحايا الأبرياء، في وقت عبرت فيه الجزائر عن رفضها التام لأي تدخل أجنبي في ليبيا، محذرة من انعكاساته على دول المنطقة ككل، بالرغم من المحاولات العديدة لمصر لإقناعها بضرورة إنشاء قوات عربية مشتركة للتدخل في ليبيا وطرد المسلحين منها. من جهتها، أكدت القيادة الأمريكية لإفريقيا "افريكوم" دعمها لموقف الجزائر الرافض لأي تدخل خارجي في الأزمة الليبية، والتزامها "من أجل ليبيا موحدة يحكمها الليبيون أنفسهم"، حيث وصف قائدها الجنرال ديفيد رودريغيز، الجزائر ب"الشريك المهم"، في ما يتعلق بالوضع الإقليمي ومكافحة الإرهاب.