طالب سكان بلدية ڤوراية الواقعة غرب ولاية تيبازة السلطات المحلية والولائية بتخصيص المزيد من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تحسن ظروفهم المعيشية حيث بقيت البلدية مصنفة في خانة البلديات المهمشة من حيث المشاريع كغيرها من البلديات الواقعة في الجهة الغربية. وأبدى السكان استياءهم من تفكير السلطات الولائية في إعمار الجهة الشرقية للولاية كالقليعة وفوكة وبواسماعيل وتيبازة في حين يتم رمي الفتات من المشاريع للدوائر الغربية كڤوارية والداموس وسيدي اعمر، وهو الأمر الذي جعل العشرات من الانشغالات لا تجد طريقها للحل كغياب التهيئة وتعبيد الطرقات، إضافة الى غياب المرافق الرياضية والترفيهية في البلدية وعدم الاستثمار والبطالة، ونقص المشاريع السكنية. وأضاف السكان أنهم جد غاضبين من التهميش الذي طال بلديتهم خلال السنوات الأخيرة بسبب عدم برمجة مشاريع تنموية من شأنها التخفيف من حدة معاناتهم اليومية و منذ سنوات عديدة، حيث كشف السكان أن المشكل الكبير الذي يواجهونه حاليا هو اهتراء شبكة الطرق الأمر الذي عزلهم عن بقية المناطق المجاورة، ناهيك عن النقص الفادح الذي يسجل فيما يخص وسائل النقل العمومي التي تربط أحياء البلدية وحتى بالبلديات الأخرى. وفي هذا الصدد يقول العديد من مواطني دوار سعدونة وبني علي وايروان ووادي السبت وحي الخشب المقدس ودوار مهابة واحياء اخرى، إن أحياءهم تعيش عزلة تامة بسبب اهتراء الطرق التي تتحول بمجرد تساقط المطر إلى برك ومستنقعات يصعب تجاوزها في كثير من الأحيان، أما في فصل الصيف فتتحول إلى غبار متطاير في كل مكان مما يتسبب في أمراض مزمنة خاصة الحساسية والربو، ناهيك عن العزلة التي فرضت عليهم وهو ما جعل الناقلين يعزفون عن الدخول إلى هذه الاحياء خوفا من الأعطاب التي قد تصيب مركباتهم. كما أوضح السكان ان الطريق الوطني رقم 11 الذي يمر بالجهة الجنوبية للبلدية اضحى في وضعية كارثية رغم أنه طريق وطني إلا أن مديرية الاشغال العمومية لم تعطه الأولوية في إعادة التعبيد. وطالب السكان بضرورة تخصيص حصص سكنية كافية لصالح سكان البلدية سواء ما تعلق بالسكن الاجتماعي او البيع بالإيجار او السكن الريفي، حيث عرفت البلدية توسعا عمرانيا في السنوات الأخيرة وتضاعف عدد سكانها الوضع الذي لم تصاحبه برامج سكنية تستجيب لتطلعات السكان. فخلال السنوات الأخيرة لم يتم انجاز سوى 149 سكن فقط وزع منها 120 سكنا فقط اضافة الى 150 سكن من نوع "اراشبي" موجهة للقضاء على السكن الهش في طور الإنجاز وتبقى غير كافية لترحيل كل السكان القاطنين في البيوت القصديرية. وطالب سكان الدواوير كدوار سعدونة ومهابة وواد السبت وبني علي بضرورة تخصيص حصص سكنية جديدة للسكن الريفي او الإعانات المالية المباشرة التي تقدر قيمتها ب70 مليونا من أجل بناء سكن ذاتي والتقليل من أزمة السكن التي تتفاقم من سنة إلى أخرى. وفي سياق آخر يطالب السكان بضرورة الإسراع في ربط الأحياء بالغاز الطبيعي قبل ان يحل فصل الشتاء الذي يعانون فيه كثيرا من البرودة القاسية التي تتميز بها المنطقة، اضافة الى أنهم يتكبدون معاناة كبيرة اثناء التنقل من اجل اقتناء قارورات غاز البوتان في نقاط البيع المخصصة لذلك إذ يكثر عليها الطلب خاصة في فصل الشتاء ناهيك عن ارتفاع الكبير في أسعارها. مشكل آخر اصبح يؤرق السكان في الآونة الاخيرة ألا وهو الانتشار الرهيب للنفايات المنزلية حيث تشكلت على مستوى الاحياء مفرغات وأكوام بعد أن عجزت السلطات المحلية عن التكفل بها وغياب دور عمال النظافة وعدم القيام بمهامهم، الأمر الذي أدى الى تشكيل ديكور اسود وانتشار الروائح الكريهة. وقد استغرب السكان بقاء مدينة سياحية يقصدها الملايين من المصطافين في كل فصل صيف دون تنظيف خاصة أن السياحة تعتبر من المصادر الرئيسية للمداخيل وتوفير مناصب الشغل. الشباب القاطن في مختلف الاحياء وفي مركز المدينة عبروا عن استيائهم الشديد من غياب المرافق الترفيهية سواء الرياضية أو الثقافية، فهم يطالبون السلطات المعنية بضرورة بالاهتمام بانشغالاتهم والعمل على إنجاز مراكز رياضية وأخري ثقافية. وفي هذا الصدد يقول أحد الشباب من البلدية "إن الفراغ هو العالم الوحيد الذي يحتضن الشباب بسبب غياب المرافق في كامل أحياء البلدية لقضاء أوقات فراغهم، في ظل انعدام منشآت رياضية وثقافية وترفيهية رغم الكثافة السكانية العالية، ناهيك عن أبطال وطنيين في رياضات مختلفة كالكرة الطائرة و"الفيات فوداو" التي شرفت الولاية في العديد من التظاهرات والمسابقات الوطنية. كما تشهد البلدية نقصا في الملاعب الجوارية التي من شأنها إظهار الطاقات الإبداعية للشباب خاصة أن البلدية تضم عددا كبيرا من الشباب البطال على اختلاف مستوياتهم. وفي هذا السياق يقول مواطن آخر "إن بعض الشباب يلجأون إلى قضاء أوقات فراغهم في المقاهي التي تعتبر المتنفس الوحيد لهم، نظرا لنقص المرافق الترفيهية والرياضية، في حين يلجأ البعض منهم إلى البلديات المجاورة لممارسة رياضتهم المفضلة، الأمر الذي يتطلب الوقت والمال". هذا إلى جانب غياب مساحات ومرافق ترفيهية للأطفال الشيء الذي يدفعهم إلى اللعب في الطرقات والأرصفة معرضين حياتهم للخطر.