يثير شعار تظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015" أكثر من سؤال عن طبيعته وظروف إنجازه، والرسالة التي يحملها وعلاقته أصلا بمدينة العلم والعلماء وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس أو حتى الجسور المعلقة التي تشتهر عاصمة الشرق الجزائري العريقة. والطريف في الأمر، أن القائمين على التظاهرة التي كثر الحديث عنها من طرف المسؤولين بداية من الوزير الأول فوزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي وخليفتها لاحقا نادية لعبيدي، ووالي قسنطينة، لم يجدوا حرجا في تقديم شعار بسيط جدا يخول من أي رمزية للمدينة.. خرجوا بعد أكثر قرابة السنة من التحضير ليقولوا للمثقفين والفنانين وعامة الناس والعالم أيضا "هذا هو الشعار المجيد". والشعار ببساطة، عبارة عن مستطيل ذو خلفية بنفسجية مكتوب عليها حرف القاف لا سواه، وتحته كلمة قسنطينة بخط كبير وتحتها عبارة "عاصمة للثقافة العربية 2015". وكل هذا "الإبداع غير المسبوق" أنجز، حسب المنسق العام للتظاهرة "الكبيرة" سامي بن شيخ الحسين، بميزانية قدرها مليار سنتيم.. نعم مليار سنتيم، وجاء هذا الشعار، حسبه، بعد "دراسات كبيرة معمقة لمكاتب الفنون الجميلة والتي فاز بها مكتب اتصال من الجزائر العاصمة من خلال جائزة قيمتها مليار سنتيم". والسؤال هنا ما هي طبيعة الدراسات المعمقة التي أتت بهذا الشعار الغريب والعادي جدا، فأي تلميذ في المتوسطة، وفق تعليقات ساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يستطيع إنجازه، وليس بحاجة إلى مكتب اتصال أو دراسات، ومن و مكتب الاتصال هذا الذي أنجزه، ومن صاحبه، وكيف فاز في مسابقة تصميم الشعار التي أطلقتها وزارة الثقافة قبل فترة، ولماذا تم استبعاد فنانين قسنطينة من تصميم الشعار. وأثار هذا الأمر دهشة واستغراب الكثير من المراقبين والنشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فأطلقوا "هاتشاغ" خصيصا لهذا الموضوع يتساءلون فيه عن هول رقم "مليار سنتيم" بمقارنة بهذا الشعار البسيط. واعتبر، النشطاء أن هذا الأمر هو مجرد تبذير للأموال العمومية لا غير، فكيف يعقل أن يصمم شعار بهذا المبلغ الضخم.