اكتفت الأحزاب المعارضة وبعض الشخصيات الرافضة لترشح الرئيس بوتفليقة للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في التاسع من الشهر المقبل بالتردد على السفارات الأجنبية مؤخرا. وقالت مصادر متطابقة إن عددا من المعارضين اشتكوا من وجود تجاوزات خلال الحملة الانتخابية واتهموا الإدارة بالتحيز للمرشح عبد العزيز بوتفليقة. في المقابل، نظم عدد من السفارات سلسلة من المأدبات لصالح الأحزاب السياسية في الجزائر وشخصيات معروفة شغلت مناصب حكومية في الدولة تهدف إلى فتح النقاش حول الانتخابات الرئاسية بالجزائر. كما أفادت مصادر متطابقة بأن أحزاب التحالف الرئاسي رفضت مؤخرا دعوة جمهورية التشيك المعتمدة بالجزائر حضور مأدبة غداء، حيث نظمت السفارة يوم الأربعاء الماضي مأدبة غداء دعي إليها زعيم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، لمناقشة مجريات الانتخابات الرئاسية. وقد حضر اللقاء، حسب مصادر دبلوماسية، عشرون دبلوماسيا بينهم سفير ألمانيا وإيطاليا. وحسب المصادر ذاته فإن سفارة جمهورية الشيك التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي حاليا حاولت معرفة أسباب مقاطعة الأحزاب الديمقراطية للانتخابات الرئاسية. وفتح سعيدي سعيد النار على السلطة، مؤكدا أن سبب رفضه المشاركة في الانتخابات الرئاسية نابع من رفضه المساومة والانتهازية. تحدث سعدي عن الحملة الانتخابية وقال إنها تنشط بعنف وستزيد من تعقيدات الوسط السياسي والاجتماعي والأمني. وانتقدت السلطات الجزائرية تردد بعض المترشحين للانتخابات الرئاسية على السفارات الأجنبية. ولم يستغرب وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني تردد مترشحين للرئاسيات على مقر إقامة المراقبين الدوليين. وأكد في تصريح سابق أن هؤلاء لم يتوانوا في التردد على السفارات الأجنبية. ومعروف أن السفارات الأجنبية بالجزائر، وعلى رأسها السفارة الأمريكية، كثيرا ما تنظم ندوات ومأدبات غداء وعشاء على شرف نواب ومسؤولين سابقين في الدولة وأحزاب سياسية لمناقشة أوضاع البلاد والعباد. وكانت السلطات الجزائرية قد عبرت عن تحفظها على الدعوات المتكررة للسفارة الأمريكيةبالجزائر للأحزاب المعارضة من أجل الاستفسار عن موقفهم من تعديل الدستور، ومن ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية ثالتة وهذا ما اعتبره المتخصصون في الشؤون الخارجية تجاوزا للأعراف الدبلوماسية، واتضح أنها تؤطر بطريقة غير مباشرة المعارضة في الجزائر. وحسب مصدر دبلوماسي فإن إحدى السفارات مؤخرا، وقبل إعلان الرئيس بوتفليقة عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية بصفة رسمية، حاولت الاتصال ببعض الشخصيات الإسلامية من بينها الأمير الوطني السابق للجماعة الإسلامية المسلحة مدني مزراق، وعبد الحق لعيادة الأمير السابق للجماعة المسلحة الجيا لمعرفة موقفهم من الانتخابات الرئاسية المقبلة.