أفرجت الحكومة المالية بالتواطؤ مع موريتانيا عن أحد إرهابيي القاعدة مقابل إطلاق سراح الرهينتين الإسبانيين ''روك باسوا'' و''ألبرت فيلاتا'' لتنسف بذلك اتفاقية دول منطقة الساحل المنعقدة في الجزائر والمتضمنة عدم التفاوض مع الجماعات الإرهابية واحترام اتفاق تسليم المطلوبين بين دولها· وأكدت مصادر إعلامية إسبانية ومالية أمس خبر إطلاق تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل الإفريقي لسراح الرهينتين الإسبانيين من قبل زعيم كتيبة الملثمين مختار بلمختار المعروف ببلعور، وتسلم الوسيط مصطفى الإمام الشافعي مستشار الرئيس البوركيني'' بليز كامباوري'' الرهينتين في الحدود بين مالي وبوركينافاسو· وتسلمت القاعدة في المقابل عمر الصحراوي المشتبه الرئيسي في عملية خطف الإسبان لصالح التنظيم، ونقلت مصادر غير رسمية معلومات تتعلق بتلقي تنظيم القاعدة لفدية من قبل السلطات الإسبانية تتراوح بين 4 إلى 5 ملايين أورو عن كل رهينة وفضلت الحكومة الإسبانية ومسؤولون في مالي التكتم عن خبر الإفراج عن الرهينتين الإسبان ''روك باسوا'' و''ألبرت فيلاتا'' من قبل القاعدة حسب ما نشرته جريدة الباييس الإسبانية أول أمس الأحد رغم تطابق المعلومات حول وجود استعدادات تجرى لإنهاء إجراءات التسليم عبر الوسيط مصطفى ولد الإمام الشافعي· وربط متابعون لشؤون منطقة الساحل عدم الإعلان الرسمي عن إطلاق تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل الإفريقي لسراح الرهينتين بإبرام مدريد ومالي صفقة مع هذا التنظيم تتعلق بتسليمها عمر سيد أحمد ولد حمه الملقب بعمر الصحراوي مقابل إطلاق سراح الرهائن، الأمر الذي سينسف حسب متتبعين لا محالة اتفاقية دول منطقة الساحل الإفريقي المبرمة بداية هذا العام في الجزائر والمتعلقة باحترام اتفاق تسليم المطلوبين وعدم التفاوض مع الجماعات الإرهابية·ويبدو أن موريتانيا حذت حذو مالي هذه المرة بالرضوخ لضغوطات إسبانيا بتسليم عمر الصحراوي لمالي، لتسلمه بدورها لتنظيم القاعدة بالتنسيق مع مدريد من أجل إطلاق سراح الرهينتين الأمر الذي سيؤجج الوضع في المنطقة ويجعل قضية التعاون الأمني بين دول منطقة الساحل في إطار مكافحة الإرهاب مستحيلة بعد أن أصبحت مبنية فقط على المصالح الفردية· وتحاول فرنساوإسبانيا بسط نفوذهما في المنطقة بدعوى محاربة القاعدة عن طريق تقديم مساعدات لموريتانيا ومالي بدليل تقديمها تمويلا بقيمة 500 ألف أورو لموريتانيا من خلال برنامج الغذاء العالمي وذلك لدعمها في محاربة سوء التغذية· وكانت الجزائر قد عبرت عن استيائها واستدعت سفيرها بمالي بعد إطلاق هذه الأخيرة لسراح إرهابيين مطلوبين من ينهم جزائري، والتزمت دول منطقة الساحل خلال مؤتمر خاص بالإرهاب انعقد بالجزائر حضرته مالي وموريتانيا باللائحة الأممية الخاصة المتعلقة بعدم التفاوض مع الجماعات الإرهابية أو تقديم الفدية مقابل رهائن واحتجز تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل ألبرت فيلالتا وروكو باسكال أثناء وجودهما ضمن قافلة مساعدات عبر موريتانيا في نوفمبر وأطلق سراح رهينة ثالثة وهي أليسيا غوميز في مارس الماضي·