''سيدي مبروك'' '' سيدي امحمد الثعالبي'' '' سيدي ميمون'' '' سيدي معمر'' و أسماء أخرى لأولياء صالحين أصبحت مقصد الكثيرين ممن يئسوا من رحمة الله خاصة في ظل ما يعيشه المواطن الجزائري من أوضاع اجتماعية بائسة و وجهة البنات التي فقدن الأمل في الحصول على زوج أما البعض الآخر فلم يجد أمام يقين الاطباء أن الحصول على ولد لا يكون إلا بمعجزة لتكون تلك المعجزة في رأيهم بين أيدي ولي من الأولياء الصالحين. هي معتقدات ترسخت في عقلية الجزائريين كجزء من تقاليدنا فأصبحت تحظى هذه الأضرحة بتقديس أكثر من أصحابها و يكاد يجزم البعض أنه لا احد من هؤلاء الزائرين و المتبركين يعرفون القصة الحقيقية لهؤلاء الرجال الصالحين و نبل أخلاقهم و كفاحهم من أجل نشر الخير و رغم الحملات التوعوية حول هذه الظاهرة و خطورتها على الدين و المجتمع إلا انها لازلت تعرف انتشارا لا يقتصر فقط على القرى و المداشر بل يمارس في المناطق الحضرية أين تنتشر الثقافة على نطاق واسع ما جعلنا نستغرب أمرا كهذا متسائلين هل هي مجرد حفاظ على التقاليد أم إعتقاد يقيني بقدرة هؤلاء الأولياء الصالحين على تحقيق أمانيهم و طلباتهم. بين التصديق و الخرافات يبقى الأولياء الصالحون يحضون بقداسة خاصة عند الجزائريين وسط التعجب الذي تسلل إلينا بسبب التردد الكبير على هذه الأماكن و نحن في سنة 2014 قامت 'البلاد. نت' باستطلاع تقربت من خلاله من مواطنين جزائريين رغبة منا في معرفة آرائهم حول الأولياء الصالحين. '' أمال'' طالبة جامعية فاجأها سؤالنا حول مدى إيمانها بقدرة هؤلاء الرجال من تحقيق رغبات الناس.. فكانت إجابتها بضحكة عالية مجيبة أن هذا النوع من الاعتقاد كان قديما حيث كان يسود الجهل بين الناس و ضعف إيمان بعضهم الآخر فجعلوا من الأولياء الصالحين مقصدا لهم بعد اليأس و القنوط من رحمة الله لكن مع تطور الوعي و الثقافة الدينية في مجتمعنا أظن أنها لا تمثل لهم سوى مكانا لاكتشاف طقوس و تقاليد كان الأجداد يمارسونها. أما سليمة البالغة من العمر 35 سنة و هي موظفة تقول أنها تؤمن بهم و بقدرتهم حيث أن العديد من الحكايات و التجارب تروى لنا شفاء الكثير من الحالات التي استعصت على الأطباء بمجرد زيارة هؤلاء الأولياء و التوسل إليهم لتتوسل روحهم الله تعالى. كما أظن ان هؤلاء الأشخاص من شدة طهرهم و قربهم من الله منحهم بركة تنتقل لزوارهم بمجرد طلبها منهم . ''خالتي يمينة'' هي الأخرى روت لنا تجربتها التي بدأت بحرمانها من نعمة الأمومة اكثر من 15 سنة و بعد زيارة العديد من الأطباء أكدوا لها انها عاقرا و لا يمكن لها ان تنجب فنصحتها أم زوجها بزيارة ضريح سيدي امحمد الثعالبي بالعاصمة و لم يكن أمامها إلا التوجه إليه لتبشر بعد سنة أنها حامل فأسمت إبنها امحمد فرحا و شكرا لهذا الولي الصالح. كما تضيف خالتي يمينة '' بكري كانت النية'' لنتأكد أن نيتهم و جهلهم هما ما جعلا الجيل الماضي يجعلهم يصدقون أن شخصا عاديا خلقة الله سبحانه و تعالى يمكنه أن يرزقهم بالذرية أو بزوج أو يشفيهم من أمراض يئس الأطباء من علاجها ليتلوا هؤلاء مهمة ترسيخ هذه الإعتقادات في الجيل الجديد. تحذيرات من تأثير الظاهرة على الدين و المجتمع