أكدت الطبقة السياسية في الجزائر رفضها لتصريحات العاهل المغربي محمد السادس التي تحامل فيها على الجزائر واتهمها صراحة باستعمال أموال البترول لتهديد ما أطلق عليه الوحدة الترابية لبلاده وذهبت أغلب ردود فعل السياسيين الذين استطلعتهم "البلاد" بمختلف توجهاتهم إلى أن خطاب الملك يصب في خانة سياسة افتعال الأزمات التي يقودها النظام المخزني ضد جارته الشرقية مؤخرا انطلاقا من تصريحات مغرضة لوزراء في حكومة بنكيران انتهاء بتصريحات ليلة أول أمس التي قابل فيها الملك المغربي سياسة حسن الجوار التي تنتهجها الدبلوماسية الجزائرية بسلاطة لسان وتحامل غير مسبوق. بوحجة: خطاب الملك موجه لتغليط الرأي العام المغربي ويرى عضو المكتب السياسي المكلف بقطاع الإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة أن اللهجة التي حملها خطاب الملك المغربي تتضمن كثيرا من المغالطات المواجهة لإيهام الشعب المغربي الشقيق أن الجزائر هي العدوة الأولى للمغرب وفي المقابل فإن المتتبع لمسار العلاقات بين البلدين -يضيف بوحجة- لا يجد صعوبة في التمييز بين الموقف الجزائري التي يتسم بالحكمة وضبط النفس أمام الاستفزازات المغربية وينطلق عند الحديث عن مسألة الصحراء الغربية من ثوابت تعالج فيها القضية عبر المؤسسة الأممية وفق ما يتيح للشعب الصحراوي تقرير مصيره بنفسه في حين لا يدخر المسؤولون في المغرب وصف الجزائر بمختلف النعوت المسيئة، ضاربين العلاقات التاريخية وحسن الجوار عرض الحائط. مناصرة: على المغرب أن يفصل قضية "الصحراء الغربية" عن علاقاته مع الجزائر من جهته، دعا رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة نظام "المخزن" إلى تحييد النزاع في الصحراء الغربية عند التطرق إلى الجزائر وذلك لتفادي افتعال أزمات "مجانية" ليست من مصلحة المغرب أو الجزائر. واعتبر رئيس جبهة التغيير أن تشكيلته السياسية ترفض أي تصريح يمس بكرامة الجزائر وشعبها، معتبرا أن مسألة الصحراء الغربية أصبحت تاريخية تعيق تقدم مسار العلاقات بين الجزائر والمغرب ويجب أن تحل في الأطر الأممية التي تنص على ضرورة تنظيم استفتاء لتقرير المصير يحدد فيها الشعب الصحراوي خيارهم إما البقاء ضمن السلطة المغربية أو الاستقلال. نوارة جعفر: التهجم على الجزائر أصبح هواية مفضلة للمسؤولين المغاربة واستنكرت بدورها الناطقة الرسمية باسم التجمع الوطني الديمقراطي نوارة جعفر، تصريحات الملك المغربي وربطتها بتصريحات سابقة لمسؤولين مغاربة في إطار حملة ممنهجة ضد الجزائر وتسعى الرباط من خلال هذه الاستفزازات حسب نوارة جعفر تغطية التعثرات الاجتماعية والاقتصادية التي يتخبط فيها نظام المخزن عبر بربوغندا محرضة ضد الجزائر يحاول فيها الملك المغربي استدراج الجزائري لمستنقع حرب كلامية ومهاترات حول قضية هي في الأصل لا تخص الجزائر وليست طرفا فيها مثلما سبق أن أكدت الخارجية الجزائرية مرارا وتكرارا حسب الناطقة باسم الأرندي. حديبي: المغرب يستغل الوضع السياسي الداخلي للجزائر لضربها تحت الحزام في المقابل، استغرب المكلف بالإعلام في حركة النهضة محمد حديبي استخدام العاهل المغربي لموضوع البترول الجزائري في خطابه وكأن لسان حاله يتحدث عن سوء استغلال لريع المحروقات، مؤكدا أن أموال النفط في الجزائر تستفيد منها الرباط بطريقة غير مباشرة عبر الفرنسيين الذين يستثمرون أرباحهم من حقول النفط الجزائرية لإنقاذ الملك وشعبه من الإفلاس، داعيا السلطات الجزائرية إلى إعادة النظر في تمكين الفرنسيين من الثروات الوطنية، كما لفت حديبي من جهة أخرى إلى أن المغاربة يحاولون استغلال الوضع السياسي المشتعل في الفترة الحالية لضرب الجزائر تحت الحزام، في حين يبدو صناع القرار منشغلين بالأوضاع الداخلية لأزمة الشرعية والدستور.