حذر خبراء دوليون من خطر توسع تنظيم الدولة الإسلامية المعروف ب«داعش" إلى أوربا انطلاقا من فرنسا، خصوصا بعد ارتفاع عدد الفرنسيين المجندين في صفوف التنظيم، واتهموا فرنسا بالتساهل قانونيا مع التطرف والمتطرفين، حيث تصدر في حقهم أحكاما مخففة بالسجن، وهو أحد الأسباب التي جعلت الإرهابيين في الجزائر يفضلون التواجد في فرنسا عند محاكمتهم، يأتي هذا في وقت تستعرض فيه الحكومة الفرنسية والإعلام الفرنسي عضلاتهم عندما يتعلق الأمر بمقتل رهبان تيبحيرين والرعية غورديل، حيث تحاول باريس في كل مرة إقحام نفسها في التحقيقات الأمنية التي تجريها الجزائر، وهو السيناريو المعهود الذي تستعمله في كل مرة تريد فيها الضغط على الحكومة الجزائرية. واستغرب الخبراء حسب ما نقله موقع روسيا اليوم، تعامل فرنسا مع خطر داعش القادم، خصوصا أن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أكد منذ أيام أن حوالي 50 من مواطني فرنسا، الذين ذهبوا إلى سوريا للقتال في صفوف الإسلاميين المتطرفين لقوا حتفهم، وأضاف أنه، وفقاً للمعلومات الرسمية، هناك أكثر من 1000 فرنسي يقاتلون حالياً في سوريا، فيما حذر الإعلام الفرنسي من عودة هؤلاء في يوم ما، وأكدوا أن الأحكام المخففة التي يصدرها القضاء الفرنسي في حق الإرهابيين سبب وجيه لانتشار التطرف في البلاد، حيث تسيء باريس التعامل مع هذا النوع من القضايا، على غرار دول أخرى بما فيها الجزائر التي تصدر أحكاما تصل إلى السجن المؤبد والإعدام في حق المتورطين في الهجمات الإرهابية، حيث إن عناصر الشرطة وأجهزة المخابرات الفرنسيين لا يملكون الحق في إشهار السلاح، وإلا سيكون مصير كل من قام بذلك السجن، كما تتميز العدالة الفرنسية بالتغاضي والتواطؤ الكبير، والدليل الحكم الأخير الذي صدر في حق متطرف إسلامي لدى عودته، والذي حكم عليه بالسجن سبع سنوات فقط. في المقابل، تحاول فرنسا الظهور كدولة معادية للإرهاب، وتعطي لنفسها الحق في أن تكون وصية على الجزائر في قضايا مماثلة، كما توجه انتقاداتها للأمن الجزائري في كل مرة محاولة إقحام نفسها في الشأن الداخلي، ولعل قضية رهبان تيبحيرين والرعية غورديل أكبر دليل على ذلك.