أبلغت الإدارة الأمريكية زعماء عشائر عراقيين وممثلي فصائل مسلحة ومسؤولين حكوميين، دعتهم إلى واشنطن، نيتها تشكيل قوات من 100 الف مقاتل في المناطق السنية، فيما يسعى الوفد إلى شمول هؤلاء المقاتلين بقانون سيطرحه الكونغرس على التصويت لإقرار تسليح "البيشمركة" الكردية من دون المرور ببغداد. وكانت واشنطن استقبلت خلال اليومين الماضيين وفداً من زعماء العشائر وممثلي فصائل سنية مسلحة. وأكد محافظ الموصل أثيل النجيفي الموجود في عداد الوفد، في بيان عقد "لقاءات مع عدد من المسؤولين الأمريكيين، وزيارة معاهد الدراسات لمناقشة خطر داعش، وخطط التحرير والبناء". وقال أحمد الجميلي، أحد شيوخ عشائر الأنبار إن "مسؤولين أميركيين أبلغوا إلينا وإلى المسؤولين المحليين دعمهم تشكيل قوّة من مئة ألف عسكري في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين مهمتها محاربة داعش، وحماية المناطق بعد طرد التنظيم منها"، مضيفا في تصريحات لصحيفة "الحياة" اللندنية في عددا الصادر أمس أن واشنطن "ترفض تكرار تجربة الصحوات التي تخلت الحكومة عنها في السابق، واقترحت أن تكون القوّة رسمية ضمن تشكيلات وزارة الدفاع. ووعدت بتسليحها مباشرة من دون العودة إلى الحكومة المركزية". وكان إقليم كردستان رحب بمشروع قانون يعكف الكونغرس الأمريكي على دراسته يسمح للبيت الأبيض بتسليح قوات "البيشمركة" من دون العودة إلى بغداد. لكن مساعي واشنطن تلاقي اعتراضات من الحكومة. وفي الأثناء، تضاربت الأنباء بشأن حفر تنظيم "داعش" خنادق وعمل سواتر ترابية في الموصل شمالي العراق ومناطق أخرى في محيطها، فيما دارت معارك عنيفة بين القوات العراقية ومليشيات ما يعرف بالحشد الشعبي ضد مقاتلي تنظيم "داعش" في قضاء بيجي شمال العاصمة بغداد. وقالت مصادر إن تنظيم "داعش" شرع بحفر خنادق ووضع السواتر مع حواجز إسمنتية حول تلك الخنادق جنوب الموصل. وأضافت المصادر أن حفر الخنادق تزامن مع انتشار مقاتلي التنظيم في شوارع المدينة وإقامة حواجز متحركة للتدقيق في هويات المارة وتفتيش السيارات، لكن مصادر أخرى نفت ذلك وقالت إن ما جرى هو نقل الحواجز الإسمنتية التي كان ينشرها الجيش العراقي من داخل المدينة إلى خارجها. من ناحية أخرى، أعلنت منظمات إنسانية أن أكثر من مليوني شخص نزحوا بسبب أعمال العنف في العراق، محذرة من تفاقم أوضاعهم مع بدء تساقط الثلوج في إقليم كردستان العراق الذي يستضيف القسم الأكبر منهم. وحذرت بعثة الأممالمتحدة للمساعدة من أن هؤلاء النازحين البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة والذين نزحوا عن ديارهم في موجات عنف متتالية بدأت مطلع العام 2014 وتزايدت وتيرتها منذ الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة الإسلامية مطلع جوان الماضي، يواجهون صعوبة في تحمل صقيع الشتاء. وأضافت البعثة الأممية أن آلافا آخرين يواصلون الفرار من ديارهم، خصوصا في منطقة كركوك "شمال". وقالت "هناك حاجة ملحة إلى مزيد من المنظمات الإنسانية لمساعدة النازحين في كركوك".