تبنت كتاب الشهيد عز الدين القسام التابعة لحركة حماس عملية قتل أربعة مستوطنين أول أمس الثلاثاء، في هجوم مسلح بالقرب من مستوطنة ''كريات أربع'' القريبة من الخليل وذلك عشية استئناف المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأدانت السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية عملية الخليل التي قتل فيها أربعة مستوطنين وتبنتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس. أما إسرائيل فقد توعدت بالرد، وفي غزة انطلقت مسيرات أشادت بالعملية. وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس من واشنطن العملية، معتبرا أنها تهدف إلى ''التشويش على العملية السياسية'' عشية استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وقال عباس في بيان وزعه مكتبه الإعلامي في العاصمة الأمريكية إنه ''لا يمكن اعتبارها (العملية) من أعمال المقاومة، بعد أن أوقفت حماس نفسها المقاومة من قطاع غزة ولاحقت من يقومون بها''. ومن ناحيته، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض أن العملية ''تتناقض مع المصالح الفلسطينية''. وقال إنها تستهدف ''الجهود التي تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية لحشد الدعم الدولي للموقف الفلسطيني إزاء متطلبات نجاح العملية السياسية وقدرتها على إنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا''. وفور وصوله إلى واشنطن، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بملاحقة المهاجمين ''دون أي قيود دبلوماسية''، في إشارة إلى مناطق الحكم الذاتي الخاضعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. كما شدد على أن ''الترهيب لن يقرر حدود إسرائيل أو مستقبلها''. أما وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك فقد وصف الهجوم ب''المؤلم والخطير''، مؤكدا أن الجيش وقوات الأمن ''ستبذل كل ما بوسعها لتوقيف القتلة''. من جانبها قالت وسائل إعلام تابعة لحركة حماس إن قوات الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس شنّتئحملة اختطافات ومداهمات واستدعاءات واسعة أمس الأربعاء ضد قيادات الحركة وأنصارها في جميع محافظات الضفة المحتلة؛ حيث تشير أرقام أولية إلى اختطافها أكثر من 150 من أبناء الحركة وأنصارها في أعقاب العملية البطولية التي نفَّذتها ''كتائب القسام'' في الخليل بالضفة الغربيةالمحتلة. وبحسب المصادر، فإن قوات عباس دهمت مئات المنازل التي تعود إلى نواب وقياديين ورموز ونشطاء بالحركة في قلقيلية ونابلس وجنين وطولكرم والخليل ورام الله، وقامت باختطاف العشرات ممن استطاعت اختطافهم، في حين سلَّمت ذوي المئات ممن لم تجد أبناءهم أو أزواجهم استدعاءات فورية للحضور لمقارِّها، وضمن حملتها الشرسة حاصرت الأجهزة عشرات المساجد أثناء صلاة الفجر واختطفت العديد من المصلين أثناء خروجهم من الصلاة. كما قامت باستدعاء عدد من الأسيرات المحررات في سلفيت وقلقيلية، وما زالت الحملة مستمرةً في جميع مدن وقرى ومخيمات الضفة.