تواصل بعض الصحف الفرنسية المحسوبة على التيار اليميني، حملتها الشرسة ضد الجزائر عبر إعادة تناول ملف اغتيال الرهبان بتبحيرين من خلال فرضيات جديدة تسعى لتحميل الجيش الجزائري مسؤولية مصير الرهبان السبعة، وتأتي الهجمة الفرنسية الشرسة في وقت يعرض فيه فيلم ''رجال وآلهة'' بالعاصمة باريس والذي يصور القضية من منظور فرنسي بحت · وأفادت مجلة ''لوفيغارو'' من خلال التحقيق المنشور في آخر عدد لها، أن ''قضية اغتيال رهبان تيبحيرين يندرج ضمن واحدة من الصفحات السوداء التي تفخخ العلاقات الفرانكو جزائرية'' ، واعتبرت أن ''هذا الملف يعد من أسرار الجمهورية باعتباره يُغطّي على 50 عاما من العلاقات بين البلدين''·وتساءل تقرير المجلة عن خلفيات ما أسماه ب ''إخفاء شهادات من عناصر الجيا''، بينهم المدعو ''مسعود سعودي'' و''فتحي بوقابوس''، اللذين اتهما الجيش الجزائري في محاولة منهما لتبرئة التنظيم الإرهابي، ملمحا إلى الشريط المصوّر الذي كان بحوزة القاضي، جان لوي بروغيا، المتابع للقضية منذ تصدرها المشهد الإعلامي في فرنسا قبل أشهر·ونقلت الجريدة، تصريحا لمحامي اثنين من عائلات الرهبان الذين قضوا في ,1996 والمُسمى باتريك بودوين، والذي صرح قائلا ''كل المؤشرات تؤكد أن الجيش الوطني ضحّى بحياة الرهبان، بدليل أن الجيش كان يعلم بأن تلك المنطقة تقع تحت سيطرة الإرهابيين''·وفي فرضية مغايرة، تحدثت ''لوفيغارو'' عن كون جماعة ''الجيا'' اضطرت أمام الطوق الأمني المشدد إلى التضحية بالرهبان وإعدامهم، ورغم ذلك لفقت التهمة إلى السلطة والتي أشارت إلى أنها تلقت تعليمات من باريس بألا تُقدم على ما يُعرّض حياة الرهبان السبعة للخطر· في حين يعتبر السيناريو الأخطر المنقول على صفحات الأسبوعية، في أن ''مصالح الأمن الجزائرية كانت تستغل الجماعات الإرهابية- أي إقحام الجيش أيضا في العملية كمتواطئ·- كما ركزت '' لونوفال أوبسارفاتور'' في هجومها على الجزائر، على وثيقة صدرت عن القاضي مارك تريفيديتش، الذي يُتابع هذا الملف منذ سنة 2007 خلفا لسابقه جان لوي بروغيار، حيث تحدثت عن وجود وثيقة سرية مُحرّرة في 1996 من طرف مدير الاستخبارات الداخلية الفرنسي، فيليب روندو، ولاحظت غياب صفحة من الوثيقة سمّتها ب ''الصفحة الشبح'' التي تدّعي بأنها تحمل إشارات إلى وجود علاقة مُباشرة بين جهاز الاستخبارات الجزائري وزعيم ''الجيا''، جمال زيتوني، المتهم المُباشر في اغتيال رهبان تيبحيرين·كما زعمت ذات الوثيقة أن ''فوات الجيش الوطني كان يتعامل بنوع من التسامح النسبي مع الجماعات المسلحة لأسباب تتصل بالنظام التكتيكي''، مضيفة ''هذه الإستراتيجية كانت تعتمد بالأساس على إحداث انفجار داخلي لتنظيم ''الجيا'' عن طريق بروز نزاعات داخلية بين مختلف الجماعات الإرهابية التي برزت في العشرية السوداء··''·وذكرت الصحيفة أن قضية تحويل طائرة ''آير فرنس'' في 1994 كانت لها تداعيات متعلقة بعدم التنسيق بين جهازي استخبارات البلدين لحلّ مشكلة الرهبان، مما أفرز سوء هذه العلاقة على شهادة السفير الفرنسي بالجزائر في تلك الحقبة، ميشال لوفيسك، الذي أكد أن ''الجيا'' أوفدت عنصرا لها ومعه شريط فيديو يؤكد أن الرهبان كانوا على قيد الحياة قصد التفاوض حول شروط إطلاق سراحهم دون علم مصالح الأمن الجزائرية، في إشارة إلى أن التنظيم الإرهابي لم تكن لديه نية قتل الرهبان·