لن تكون الجزائر مجبرة على دفع النسبة المبالغ فيها من الاقتطاعات المالية المخصصة لكل من تونس 5,5% والمغرب 7% من حجم الغاز المصدر باتجاه إيطاليا وإسبانيا، في حدود ,2011 على شكل ضريبة لمرور أنابيب الغاز الطبيعي عبر هذين البلدين نحو أوروبا، خاصة مع دخول مشروع ''ميدغاز'' الخدمة نهاية الثلاثي الأخير من هذه السنة، حسب ما أعلن عنه متحدث باسم شركة ''الكونسورتيوم'' التي تشرف على تنفيذ خط أنابيب ''ميد غاز'' أول أمس. وقال المتحدث إن هذا الخط الذي تبلغ طاقة استيعابه 8 ملايير متر مكعب سيبدأ ضخ الغاز الطبيعي من الجزائر باتجاه إسبانيا في الربع الأخير من العام الجاري. وتدارس مؤخرا وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي مع وزير التجارة الإسباني ميغال سيباستيان، مسألة تشغيل أنبوب الغاز الجديد (ميدغاز)، مما سيرفع حجم الصادرات الغازية الجزائرية وبالتالي يؤمن تموين أوروبا بالغاز الطبيعي، خاصة أن الجزائر الممون الأول لإسبانيا بالغاز الطبيعي أمام نيجيريا وقطر حيث يرتبط البلدان منذ سنة 1996 بأنبوب غاز ''المغرب العربي أوروبا'' عبر المملكة المغربية الذي يمد كذلك البرتغال بالغاز. ستتمكن في إطار هذا المشروع شركة سوناطراك من تسويق أكثر 3 ملايير متر مكعب في السنة مباشرة في السوق الإسبانية عوضا عن المليار متر مكعب في السنة التي كانت تفرضها من قبل اللجنة الوطنية الإسبانية للطاقة وهي هيئة ضبط القطاع في إسبانيا. وقامت الجزائر منذ 1996 بربط إسبانيا بالغاز الطبيعي عبر أنبوب يمر عبر الأراضي المغربية، أما إيطاليا فتم ربطها عام 1983 بأنبوب يمر عبر تونس. وتقوم الجزائر بتزويد أوروبا ب31% من حاجياتها، وتزود إسبانيا بنحو 83 بالمائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي. ويعتبر هذا الخط الرابط بين الجزائر وأوروبا عبر إسبانيا جد إستراتيجي بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي، خاصة مع الاضطرابات التي تحصل من حين إلى آخر مع وصول الغاز الروسي، في ظل الأزمات غير المتوقعة بين العملاق الروسي وأوكرانيا مما يرهن تدفق الغاز نحو أوروبا. تجدر الإشارة إلى أن مجمع ''كونسورتيوم'' يتشكل من عدة شركات متعددة الجنسية على رأسها سوناطراك التي تملك 63% من أسهم الشركة، وتملك الشركة الإسبانية (سيبسا) 02 بالمائة، بينما تملك شركات (أونديزا) و(إيبردرولا) الإسبانيتان، والفرنسية (جي دي أف) والبريطانية (بريتيش بتروليوم) باقي الأسهم.