تبنى تنظيم "داعش" الإرهابي تفجيرات بسيارات مفخخة ضربت صباح اليوم مدينة القبة (شرق ليبيا)، وخلفت قرابة أربعين قتيلا ونحو سبعين جريحا. وقال التنظيم في بيان بثه على موقع تويتر، إن إرهابييه نفذوا تفجيرين -في حين تحدثت مصادر عن ثلاثة تفجيرات- واستهدفوا "غرفة عمليات الطاغوت حفتر"، في منطقة القبة. وقال بيان التنظيم الإرهابي إن التفجيرين جاءا "انتقاما من حكومة طبرق"، في إشارة إلى الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب المحل في طبرق، والتي قال التنظيم إنها "تآمرت" على قتل ضحايا الغارات المصرية في درنة. وفي وقت سابق اليوم، قالت مصادر إن ثلاثة تفجيرات ضربت مدينة القبة أسفرت عن ما يقارب أربعين قتيلا ونحو سبعين جريحا. وقالت مصادر طبية في مستشفى المدينة إن عدد القتلى مرشح للارتفاع لأن عددا من الجرحى إصاباتهم بالغة، وأضافت أن من بين القتلى أربعة مصريين على الأقل. وأوضحت تقارير أن الانفجارات تمت بثلاث سيارات مفخخة قادها انتحاريون، مضيفة أن مدينة القبة تعتبر موالية لقوات اللواء حفتر وللحكومة المنبثقة عن البرلمان المنحل. كما قال رئيس البرلمان عقيلة صالح -في وقت سابق اليوم- إن التفجيرات في ما يبدو جاءت ردا على الضربات الجوية المصرية على مدينة درنة. واستهدفت التفجيرات الثلاثة محطة وقود ومقرا للشرطة، كما ضرب التفجير الثالث مقر مجلس المدينة، في حين تحدثت أنباء أخرى عن أن أحد التفجيرات استهدف منزل رئيس البرلمان الليبي. قصف بدرنة من جهة أخرى، نقلت وكالة الأناضول عن العقيد أحمد المسماري الناطق باسم رئاسة أركان القوات التابعة لحفتر، إن طائرات تابعة لها قصفت مساء اليوم مواقع تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي غرب مدينة درنة. وأضاف المسماري أن القصف استهدف أهدافا "ثبت أنها مخازن للأسلحة والذخيرة، ومقار للتدريبات العسكرية". وفي السياق، نفى ما يعرف ب"مجلس مجاهدي درنة وضواحيها" في بيان على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك" أي علاقه له بتفجيرات القبة، كما أكد أنه لا علاقة له بتنظيم "داعش" وأن "ولاءه لليبيا قبل أي شيء". إدانات عربية ودولية أدانت البعثة الأممية في ليبيا والولاياتالمتحدةوالإمارات العربية والبحرين، التفجيرات الإرهابية التي وقعت صباح اليوم في مدينة القبة شرقي ليبيا، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى. ووصف بيان لبعثة الأممالمتحدة في ليبيا نشرته على موقعها الإلكتروني هذه التفجيرات بأنها "أعمال جبانة ومرفوضة". وأكد البيان أن "الرد الأنسب لمكافحة الإرهاب والعنف هو أن يمضي الليبيون قدما في السعي لحل سياسي بغية إنهاء الصراع وإعادة الاستقرار والوحدة للبلاد ومؤسسات الدولة". كما نددت الولاياتالمتحدة اليوم هي الأخرى بتفجيرات القبة، ودعت الأطراف السياسية الليبية إلى "العمل سويا من أجل تشكيل حكومة جديدة". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينفر ساكي للصحفيين إن هذا "الهجوم الإرهابي يؤكد حاجة الأطراف الليبية للمشاركة في الحوار الذي تقوده الأممالمتحدة بدعوة من برناردينو ليون، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية". وأضافت "أولئك الذين يختارون عدم المشاركة يستثنون أنفسهم من مناقشات بالغة الأهمية في مكافحة الإرهاب، وكذلك في السلام الشامل واستقرار وأمن ليبيا". من جهتها استنكرت الإمارات التفجيرات وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية إن رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "وجه بنقل المصابين للعلاج في الخارج". وبدورها، أدانت البحرين هذه التفجيرات ووصفتها بأنها "إرهابية" و"آثمة" و"جبانة". وفي العاصمة الليبية طرابلس خرجت مظاهرة في ميدان الشهداء تنديدا بتفجيرات القبة، واحتجاجا على قصف المقاتلات المصرية مدينة درنة قبل أيام، إثر إعلان تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا ذبح 21 مصريا كانوا رهائن لديه.