تعيش العديد من بلديات ولاية تيبازة حالة طوارئ بسبب انتشار خبر اكتشاف نسبة كبيرة من النترات في مياه الشرب، حيث سارعت مصالح مديرية الموارد المائية بالتنسيق مع مؤسسة سيال والمخابر المختصة إلى أخذ عينات من المياه لإجراء تحاليل للتأكد من صلاحيتها أو اللجوء إلى توقيف التزود بالمياه إلى غاية معالجتها. وامتنع المئات من المواطنين منذ الأسبوع الماضي عن شرب مياه الحنفيات مخافة الإصابة بأمراض متنقلة عبر المياه كالفيروس الكبدي او القصور الكلوي حيث لجأ هؤلاء إلى محلات المواد الغذائية لاقتناء قارورات المياه المعدنية. كما امتنع هؤلاء عن اللجوء إلى مياه الينابيع المنتشرة بالجهة الغربية للولاية على وجه الخصوص خاصة بعد انتشار خبر وجود نترات بنسبة كبيرة على مستوى 28 منبعا حيث كشف أحد المختصين في القطاع رفض ذكر اسمه أن ارتفاع النترات في المياه سببها تلوث المياه الباطنية بسبب الاستعمال المفرط للأدوية الكيمياوية في الفلاحة إضافة إلى اختلاط مياه قنوات الصرف في بعض النقاط بالمياه الصالحة للشرب ناهيك عن الكمية الكبيرة من المياه القذرة التي تصب في سد بوكردان ببلدية سيدي اعمر، موضحا أن المياه الجوفية تحتوي على نسب متفاوتة من النترات او ما يعرف علميا ب"NO3 " سواء من مصادر طبيعية أو بسبب النشاطات البشرية، وإن أهم أسباب وجود النترات في الماء الاستعمال الزائد للأسمدة في الزراعة ومخلفات وأقنية الصرف الصحي والصناعي ومخلفات وروث الحيوانات لذلك نلاحظ أن نسب النترات مرتفعة في المناطق الزراعية ومناطق تربية الحيوانات والمناطق القريبة من أقنية ومياه الصرف الصحي والصناعي. وفي حديثه عن الأخطار الصحية التي تشكلها هذه المادة فإن هذه اأخيرة تعتبر أحد أكثر الملوثات الكيميائية الموجودة في العالم والتي تهدد المياه الجوفية، كما أن لزيادة تركيز النترات في مياه الشرب عن الحد المسموح به آثارا صحية خطيرة على الأطفال الرضع وقد يكون قاتلاً وهو خطير على صحة الأطفال حتى 6 سنوات. كما كشف المتحدث أن معالجة مشكلة النترات تتم بإحدى الطريقتين التاليتين حيث يتم في الطريقة الأولى الاعتماد على مادة "ريزينات " لإزالة النترات حيث تقوم هذه الريزينات بإزالة شاردة النترات NO3 من الماء عن طريق التبادل الشاردي وتستبدلها بشاردة الكلوريد، أما الطريقة الثانية فتعتمد على أجهزة التناضح "التنافذ العكسي" باستعمال جهاز RO حيث يقوم جهاز RO بإزالة جميع الأملاح المنحلة الموجودة في الماء بنسب متفاوتة ومن ضمنها النترات، ويعتبر RO أفضل طريقة للتخلص من النترات وقد تصل نسبة التخلص من النترات في جهاز RO إلى 97 بالمائة.