وصف سكان قرية عين الصيد، التابعة إقليميا لبلدية عين الباردة في ولاية عنابة، ظروف معيشتهم بالصعبة، بسبب تراكم الانشغالات والعزلة وغياب شروط الحياة التي تشجّعهم على الاستقرار في هذه المنطقة، التي تبقى -حسبهم- بعيدة عن برامج التنمية المحلية. تحدّث السكان عن تدهور المحيط البيئي، بسبب الرمي الفوضوي للنفايات المنزلية، رغم الجرار، الذي سخّرته البلدية لهذه المهمة، والذي يظلّ غائبا عن القرية، حسب تصريحات المواطنين، الذين ناشدوا السلطات المحلية الالتفات إلى مشاكلهم ومعاناتهم. خاصة مع السكنات الهشة والجدران والأسقف المتصدّعة، ما يستدعي منحهم إعانات الترميم، لإنهاء مظاهر الغبن والمتاعب، التي تلاحقهم أيّام تساقط الأمطار، فضلا عن تصدّع قنوات الصرف الصحي وانسدادها في بعض الجهات. وفي ردّه على هذه الانشغالات، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي، أن جميع السكنات القرميدية، التي تم إحصاؤها بالقرية، استفاد أصحابها من الإعانات، سواءً في إطار البناءات الهشة أو السكن الريفي، ولا مجال، كما قال، للمغالطة، لأنه على دراية بوضعية القرية وانشغالات سكانهائ. وفي سياق الحديث عن تدهور المحيط البيئي، حمّل مصدرنا هذه المسؤولية إلى المواطنين، الذين يقومون برمي النفايات، بصفة عشوائية، في أماكن غير مخصّصة لذلك، لأن البلدية خصّصت شاحنة جمع القمامة وجرارا وعمّالا، لتنظيف القرية في أوقات محدّدة. وغير بعيد عن منطقة عين الصيد، تقبع قرية سلمون الهاشمي بمحاذاة الطريق الوطني رقم 16 على بعد سبعة كيلومترات عن مقر البلدية عين الباردة؛ حيث أبدى السكان استياءهم من الوضعية التي يعيشونها، على خلفية تردّي الطرقات، التي ليست سوى مسالك ترابية مهترئة، لم تبادر السلطات المحليّة إلى إعادة تأهيلها، رغم مرور أكثر من عشرين سنة على إنجازها -حسب تصريحات السكان- الذين تحدثوا عن غياب التهيئة الحضرية، خاصة الأرصفة في ظل انتشار النفايات وتدهور المحيط العمراني في هذه القرية، التي لايزال قاطنوها يعانون هاجس النقل، رغم موقعها المحاذي للطريق الوطني رقم 16 ومرور مئات المركبات عبر هذا الخط، الذي يربط القرية بمقر البلدية الأم شمالا ومدينة النشماية التابعة لولاية فالمة من الجهة الجنوبية. ولم يتردّد المستفيدون من حصة ستين مسكنا ريفييا بهذه القرية في التساؤل عن موعد ربط سكناتهم بشبكة الإنارة المنزلية، رغم وجود الأعمدة والكوابل. وأبدوا تخوّفاتهم من التوصيلات الفوضوية للخيوط الكهربائية، خاصة أثناء هبوب الرياح وتساقط الأمطار. من جهته، طمأن رئيس الهيئة المنتخبة لبلدية عين الباردة سكان القرية بتكفل المجلس بالانشغالات المطروحة، من خلال تسجيل عملية جديدة سيتمّ الشروع فيها، عقب إنهاء الأشغال بشبكة مياه الشرب وقنوات الصرف الصحي، خاصة الربط الفردي للسكنات، مضيفا في سياق متصل أن مديرية البناء والتعمير بصدد اقتناء محول كهربائي، لتزويد السكنات الريفية بالطاقة الكهربائية.