مخطط أمني كبير لمنع تسلل "الدواعش" إلى "تطاوين" و"مدنين" توقع المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية "حصول عمليات انتحارية داخل المدن التونسية الكبرى" خلال الفترة القادمة في وقت كشفت فيه تقارير استخباراتية أن سيف الله بن حسين الملقب ب"أبوعياض" زعيم تنظيم أنصار الشريعة المتواجد في ليبيا جهز أكثر من عشرين انتحاريا تونسيا بمساعدة قيادات متطرفة تونسية وليبية لتنفيذ عمليات انتحارية نوعية في إطار مخطط لإقامة إمارة تابعة لتنظيم "داعش" في الجنوب التونسي ما دفع السلطات التونسية إلى تعزيزات أمنية وعسكرية على الحدود مع ليبيا لمنع تسلل تنظيم "داعش" إلى داخل محافظتي تطاوين ومدنين. وقالت بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية في تصريحات صحفية إن "أبو عياض يستعد للعودة إلى تونس بعد أن جهز أكثر من عشرين انتحاريا تونسيا تلقوا تدريبات قتالية عالية في معسكرات ليبية وبعضهم تلقى تدريبات عسكرية في سوريا والعراق على أيدي قيادات تنظيم داعش"، مشددة على أن هناك مخططا لإقامة "إمارة موالية لداعش في الجنوب التونسي بعد الزج بالبلاد في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار والإضرابات من خلال تنفيذ سلسلة من العمليات الانتحارية في المدن الكبرى". وأضافت المتحدثة أنه "خلافا لما تتكتم عنه السلطات، لأسباب غير مفهومة، فإن خلايا التنظيمات الإرهابية وخاصة منها المرتبطة بتنظيم داعش ليست متحصنة فقط بمرتفعات سلسلة جبال الشعانبي المحاذية للحدود الجزائرية وإنما هي متغلغلة في النسيج الاجتماعي وتتحرك بحرية شبه كاملة ولها اتصالات مع أبو عياض وعدد من قيادات تنظيم أنصار الشريعة بشقيه التونسي والليبي". وحذرت قعلول من أن "المئات" من المقاتلين التونسيين عادوا إلى تونس من سوريا والعراق ونجحوا في اختراق المجتمع وكونوا عشرات الخلايا النائمة في الأحياء الشعبية وفي المدن وهم يخططون للقيام بعمليات إرهابية نوعية في محاولة لإقناع السلطات بأن الضربات العسكرية والأمنية الأخيرة لم تضعف المجموعات الإرهابية". وتتطابق تصريحات رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية مع إعلان سابق للسلطات الأمنية بأن عدد التونسيين العائدين من تنظيم "داعش" بسوريا والعراق يبلغ 500 عنصرا ينشطون في شكل خلايا نائمة، وأنها أحبطت هجمات ضد منشآت أمنية وعسكرية بمدينة الحمامات السياحية، ومخططا لخطف وذبح سياسيين ونشطاء وإعلاميين كانت تعتزم القيام بها مجموعة إرهابية تحمل فكر تنظيم "داعش"، واعتقلت 20 عنصرا نظموا صفوفهم ضمن 6 خلايا تختص في الرصد والتمويل والاستقطاب وفي 19 فيفري الحالي تبنت مجموعة تابعة لتنظيم "داعش" مجزرة ارتكبت ضد الأمن التونسي يوم 18 من الشهر نفسه قتل خلالها أربعة عناصر من الحرس الوطني في جهة القصرين المحاذية للحدود الغربية مع الجزائر. وكانت تحقيقات الأجهزة الأمنية قادت إلى اعتراف عدد من "الداعشيين" العائدين من سوريا والعراق بأن التنظيم المتطرف زرع خلايا نائمة في عدد من المدن ورسم خطة لشن هجمات داخلها مثل تونس العاصمة ومدينة سوسة الساحلية ومدينة الحمامات. وذكر تقرير للمركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية أنه حصل على معلومات استخباراتية دقيقة تؤكد أن أبو عياض كثف خلال الفترة الماضية من تحركاته في ليبيا ومن اتصالاته بقيادات تنظيم "داعش" وفي مقدمتهم أبو بكر البغدادي لإقناعه بأنه الأجدر بقيادة "إمارة داعشية" في الجنوب التونسي ترفع راية التنظيم في شمال إفريقيا. وتخشى السلطات التونسية من استغلال المقاتلين التونسيين الموالين لداعش هيمنة التنظيمات المسلحة على مناطق في ليبيا وخاصة الحدودية منها وكذلك المعابر للتدفق على تونس وتكليف الخلايا النائمة للقيام بهجمات انتحارية داخل المدن خصوصا وأن مقاتلين تونسيين في سوريا ضمن هذا التنظيم هددوا بتنفيذ هجمات في تونس في تسجيلات بثت على مواقع الإنترنت.