عبر عدد كبير من المقتصدين والمسيّرين على مستوى مجموعة كبيرة من المؤسسات التربوية بولاية وهران عن بالغ خوفهم من عدم قدرتهم على توفير جميع الإجراءات الأمنية من أجل التحكم في تسيير المنحة المدرسية التي وفرتها الحكومة للتلاميذ المعوزين خلال الموسم الدراسي الذي سينطلق اليوم لاسيما بعدما رفضت الدوائر المركزية على مستوى وزارة التربية تغيير نمط وطريقة توزيع هذه المنحة التي تقدم مباشرة إلى الأولياء على مستوى جميع المؤسسات التربوية رفض العديد من المقتصدين، وحتى بعض المدراء على مستوى العديد من المتوسطات التعليمة الجديدة التي بعث بها مدير التربية في الأسبوع المنصرم، يطالب من خلالها المدراء بتوفير جميع الإجراءات الأمنية المناسبة قصد ضمان التسيير المحكم خلال عملية توزيع المنح المدرسية للتلاميذ الفقراء، حيث اعتبر بعض هؤلاء المدراء أن ما قام به المسؤول المذكور يعد إجراء غامضا وغير مفهوم، الهدف منه حسب البعض منهم هو درء المسؤولية على شخصه، وتوريط مدراء المتوسطات في أمور أمنية لا تعنيهم لا من قريب أو من بعيد. ويأتي تخوف المقتصدين والمسيّرين الماليين من الإجراءت التي فرضتها عليهم الوزارة في عملية تسيير هذه المنحة، حيث ألزمتهم بمهمة سحب الأموال بأنفسهم من الخزينة العمومية دون توفير أي إجراء أمني يذكر في المسلك الذي يربط بين المؤسسات التي يعملون بها وكذا مكان تواجد الخزينة العمومية، خاصة إذا علمنا أن المبلغ الذي يسحب قد يصل إلى قيمة 300 مليون سنتيم بالنسبة لكل مؤسسة. وأشار بعض المقتصدين كذلك إلى نقطة جوهرية تتعلق بالضمانات الأمنية التي تنعدم في المؤسسات التربوية حيث تفتقد العديد من المتوسطات للعدد الكافي لأعوان الحراسة الذين توكل إليهم مهام السهر على أمن هذه المبالغ المالية الكبيرة. وذكر مصادر من مديرية التربية أن أغلب المسؤولين على المتوسطات بعاصمة الغرب الجزائري كانوا قد رفعوا إلى المسؤول الأول عن القطاع خلال أول لقاء جمعهم به لتحضير الدخول المدرسي الجديد مطلبا يتعلق بالبحث عن وسائل وطرق جديدة تمكن من تغيير نمط تسيير هذه المنحة المدرسية المقدرة ب 3000 دينار جزائري لكل تلميذ معوز، حيث طالبوا من الوزارة أن تعيد النظر في هذه المسألة من خلال إشراك هيئات أخرى تقوم بعملية التوزيع كأن تلجأ العائلات المعوزة مباشرة إلى صندوق الخزينة العمومية من أجل سحب هذه المنحة تجنبا لأي مشاكل لا تعطيها وزارة التربية الوطنية أي أهمية وصارت تعقد الدخول المدرسي بشكل كبير. ويذكر أن متوسطة حاسي بونيف كانت قد تعرضت في الدخول المدرسي ما قبل الماضي إلى عملية سطو قامت بها عصابة من الأشرار في منتصف الليل اعتدت على حارس المؤسسة واقتادته مقيدا بطريقة وحشية إلى مراحيض المؤسسة قبل أن تسرق مبلغا يفوق 100 مليون سنتيم مخصص للمنحة المدرسية كان يوجد بمكتب المقتصد.