تعيش المؤسسة العمومية الاستشفائية بعاصمة ولاية الجلفة، على وقع تجدد صراعات "داخلية"، أثرت بشكل كبير على تقديم الخدمة العمومية، وكانت سببا في بروز تداخل للصلاحيات، مما أدى إلى تقهقر التكفل الصحي، وهو الوضع الذي انعكس على المرضى وعلى الأطباء على حد سواء، في ظل النقص الفادح للمرضين والذين تم تحويل عدد منهم للعمل في المصالح الإدارية على حساب مناصبهم الأصلية. وجدد عدد من الأطباء المختصون، تهديدهم بالانسحاب من المؤسسة العمومية الإسشفائية بعاصمة ولاية الجلفة، على خلفية جملة من المشاكل المتراكمة التي ظلت قائمة أمام الهيئات المعنية دون تدخل، وذكر هؤلاء بأن أجواء العمل داخل المؤسسة، لم تعد متوفرة، الأمر الذي جعلهم، يبقون عاجزين عن التكفل بإلاحتياجات الصحية، ليصطدموا في كل مرة بالإحتجاج والتذمر من قبل المواطنين والمرضى، على الرغم بأنهم غير مسؤولين عن توفير إمكانيات الخدمة الطبية في ظل فوضى التسيير القائمة وتداخل الصلاحيات، وأضاف هؤلاء بأن الأمر وصل إلى غاية غياب مختصين في التخدير في العديد من العمليات الجراحية، وكذا النقص العددي للممرضين المداومين والذين تم توجيه بعضهم للخدمات الإدارية، برغم الحاجة الملحة لهم داخل الأجنحة الطبية، الأمر الذي جعلهم في مواجهة يومية مع أهالي المرضى، والذين يصبون جام غضبهم عليهم، ليجدوا أنفسهم في الكثير من المرات محل شكاوي ضدهم موضوعة على مستوى المصالح المعنية وعلى مستوى القضاء، وطالب هؤلاء الأطباء المختصون بضرورة معالجة هذه الإختلالات قبل تطور الأمور والإنسحاب بالجملة، مع العلم بأن المؤسسة العمومية الإستشفائية المذكورة تواجه أكثر من دعوة قضائية مرفوعة من قبل أهالي مرضى بتهم الإهمال والتسيب المفضي إلى الوفاة آخرها الدعوة المرفوعة من قبل أهل الطفل عبد الرحمن والذي توفي بسبب الإهمال والتسيب حسب العائلة، كما توبعت ذات المؤسسة قبل مدة بقضية أخرى على خلفية سقوط مريضة من سرير متنقل بمدخل مصلحة الاستعجالات الجراحية حينما كانت بحي الحدائق، وقضية أخرى نظرت فيها محكمة الجلفة قبل سنوات، متعلقة بمواطن رفع قضية بعد وفاة جنينه وإستئصال رحم زوجته، ليوجه الاتهام بالتقصير في حينها للطاقم الطبي. وتحدث أطباء وعمال مصلحة الإستعجالات، بأنهم يتعرضون في كل مرة إلى إعتداءات جسدية ولفظية من قبل مخمورين وسكارى وكذا مدمنو المخدرات والحبوب المهلوسة، مما أعاق مهامهم، ويضيف هؤلاء في تصريحاتهم ل "البلاد"، بأن الأمن داخل المصلحة وكذا في محيطها، أضحى شبه معدوم بالمرة ليلا ونهارا، مطالبين بتدخل المصالح المعنية وتوفير الأمن، كما تحدثوا على أن عدد من مرافقي المرضى بدورهم يتلفضون بكلام مسيء فور دخولهم للمصلحة المذكورة، يكون ضحيته الأطباء والعمال عموما، مما يعيق تقديم الإسعاف الآني للمرضى الوافدين، لكونهم يصطدمون في الكثير من المرات، على توافد العديد من المرافقين لمريض واحد، مما يخلق فوضى كبيرة داخل المصلحة، وبعث العمال شكوى مكتوبة إلى الجهات المختصة، مطالبين فيها بالتدخل العاجل وتوفير الحماية لهم، مع العلم بأن المرضى ومرافقيهم يشتكون دوما من النقص العددي للمرضين حتى وصل الأمر إلى البحث عن من يحقنهم على جناح السرعة، ليبقى البحث جاريا عن ممرضين يقولون إنهم وجهوا إلى المصالح الإدارية، والتساؤل المطروح في الأخير أين الإدارة من هذا الوضع ؟؟ .