اعتصم أمس عشرات الأطباء المقيمين والمختصين والممرضين أمام المديرية العامة للمركز الاستشفائي الجامعي “ابن رشد” بعنابة تنديدا بغياب الأمن داخل المصالح الطبية بالمستشفى في أعقاب اقتحام أهالي بعض المرضى ومنحرفين من رواد الملاهي الليلية مدججين بسيوف وخناجر ليلة أول أمس، قسم الاستعجالات واعتدوا على الطواقم الطبية وشبه الطبية التي ضمنت المداومة. في حين نفى مسؤول من المستشفى سقوط قتيل في تلك الأحداث مثلما روجته إشاعات الشارع على نطاق واسع. ودعا المحتجون إلى ضرورة تحرك المديرية الولائية من أجل تعزيز التغطية الأمنية على مستوى كامل المصالح، خاصة أن الأطباء وأعوان التخدير العاملين على مستوى مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية أصبحوا عرضة لمضايقات يومية من طرف المرضى وأهاليهم، بلغت درجة الاعتداءات الجسدية باستعمال أسلحة بيضاء، وهي الأحداث التي دفعت بالأطباء المقيمين وأعوان التخدير والممرضين مؤخرا إلى اتخاذ قرار يقضي بدخولهم في إضراب مفتوح عن العمل إلى غاية الاستجابة لمطلبهم الرئيسي، والمتمثل في ضرورة توفير التغطية الأمنية الكافية. وطالب المحتجون بإيفاد لجنة تحقيق وزارية للوقوف على ظروف العمل المزرية بقسم الاستعجالات جراء الاكتظاظ والتدفق غير الطبيعي للمرضى وعائلاتهم كل ليلة في غياب التغطية الأمنية الفعالة التي تضمن السير العادي لهذه المصلحة الحساسة. وذكر مختصون في التخدير تحدثوا ل«البلاد” في موقع الاحتجاج أن “محيط العمل أصبح لا يطاق، رغم النداءات المتكررة التي وجهت إلى المدير السابق والحالي للمركز الاستشفائي، للتدخل لاحتواء الوضع بعدما أصبح الأطباء عرضة لاعتداءات متكررة من طرف جماعات الأشرار”. من جهته التزم المدير العام للمستشفى الجامعي الذي التقى وفدا يمثل المحتجين “بوضع مخطط أمني خاص يؤمن عمل مستخدمي القطاع بمختلف المصالح خاصة قسم الاستعجالات الذي يشكو عماله من الفوضى والتسيب مند أشهر، معترفا بظاهرة التقصير والإهمال في بعض المصالح التي يجري حسبه إصلاح الوضع بها تدريجيا”. وكانت مصلحة الاستعجالات قد عاشت ليلة أول أمس، أحداث فوضى بفعل شجارات عنيفة أسفرت عن إصابات طفيفة في صفوف أفراد من الطاقم الطبي المناوب بالمصلحة، كما نجم عنها حالات ذعر وفزع في أوساط المرضى والعاملين بالمؤسسة، لتتدخل بعدها مصالح الأمن التي أقدمت على تطويق المكان الذي حوله منحرفون إلى حلبة صراع استعملت فيها سيّوف وخناجر وقضبان حديدية.