العودة إلى النظام الكلاسيكي لإنقاذ الجامعة من الانسداد عاد الحديث من جديد عن مصير نظام "أل آم دي" في الجامعة الجزائرية وإمكانية إلغائه أو مراجعته خاصة بعد الاعترافات الأخيرة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي محمد مباركي الذي أكد وجود اختلالات عميقة في هذا النظام التعليمي. وجاء اعتراف وزير التعليم العالي والبحث العلمي محمد مباركي بخصوص النقائص الملموسة التي يعرفها نظام "أل آم دي" منذ بداية تطبيقه من حوالي 10 سنوات كاملة لتضع مستقبل الجامعة الجزائرية في مصيدة التجارب من جديد لاسيما في ظل حالة الانسداد التي بلغتها جامعتنا منذ بداية تطبيق هذا النموذج. ورغم أن الوزير لمح فقط إلى إجراء إصلاحات عميقة على هذا نظام "أل آم دي" بهدف تصحيح الاختلالات التي يعاني منها هذا النظام، إلا أن إمكانية إلغائه تبقى واردة جدا حسب رأي بعض الأساتذة الجامعيين بسبب النتائج الكارثية التي أفرزها هذا النظام على كل المستويات. ويعتقد بعض ممثلي التنظيمات الطلابية أن إلغاء نظام "أل أم دي" بات ضرورة تفرضها الظروف المتعفنة التي تعيشها الجامعة الجزائرية خاصة والطالب بشكل عام الذي يعد المتضرر الأول من هذا النظام التعليمي بعدما أدى إلى إضعاف التكوين وأغلاق أبواب التشغيل أمام حاملي شهادة "أل أم دي". وصرح في هذا الإطار رئيس التنسيقية الوطنية للطلبة الجزائريين عبد الكريم حمزاوي بأن نظام "ال أم دي" فشل فشلا ذريعا بسبب ضعف التكوين الذي يعود إلى افتقار الجزائر للمؤهلات البيداغوجية والأكاديمية التي بإمكانها الإشراف على تطبيق هذا النظام الذي حقق نجاحات باهرة ألمانيا بفعل العلاقة التكاملية بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية. كما انتقد مصطفى نواسة الناطق باسم الاتحاد العام الطلابي الحر نظام "أل أم دي" بسبب عدم مطابقته لواقع وخصوصيات الجامعة الجزائرية وطالب بإلغائه والعودة إلى النظام الكلاسيكي مع تعزيز سياسة التكوين بتشجيع المؤسسات الاقتصادية على المساهمة في تأطير الجامعيين تحسبا لتأهيلهم للإندماج بسرعة ودون صعوبات في العالم المهني بمجرد تخرجهم.