تمكنت أخيرا جهود الجزائر فيما يخص مبادرتها الهادفة لتصحيح أسعار النفط من إقناع أكبر دولتين منتجتين للنفط الخام في إفريقيا ويتعلق الأمر بكل من "نيجيريا وأنغولا". وقالت مصادر موثوقة من وزارة الطاقة إن كل من الدولتين منحتا الضوء الأخضر للجزائر حيال انضمامها إلى الحلف الذي تشكله في منظمة أوبك الذي يضم إلى جانب الجزائر كل من فينزويلا وإيران في حين لم تتلق الجزائر بعد ردودا من الدول التي حط فيها مبعوثو الرئيس بوتفليقة أو تلك التي بلغتها رسائل الرئيس وستنضم الدولتان الإفريقيتان إلى جناح الدول المطالبة بتخفيض عتبة الإنتاج الحالية البالغة 30 مليون برميل يوميا وذلك بغية تصحيح أسعار النفط والوصول بها لمستويات عادلة تمكن موازنات الدول الأعضاء من مواصلة برامجهم التنموية بعد أن أدى ركود الأسعار إلى اتباع معظم دول أوبك سياسات تقشفية للحد من العجز الذي سببه تراجع مداخيل المحروقات، في الوقت الذي تتمسك فيه دول الخليج وعلى رأسها السعودية بعدم تخفيض الإنتاج دون التوصل إلى إجماع مع الدول خارج أوبك خوفا من تآكل حصصها السوقية. وأشارت المصادر ذاتها إلى احتمال أن تطلب الجزائر من الأمانة العامة لأوبك في اجتماع دورتها العادية شهر جوان المقبل توسيع عدد الدول الأعضاء في المنظمة بشكل يعيد "لأوبك" قدرتها على التحكم في الأسعار مجددا ورفع حصة إنتاجها مقارنة بالدول خارج "أوبك" التي وسعت من وعاء إنتاجها لمستوى قياسي بارتفاع حصة إنتاج الولاياتالمتحدة متأثرة بطفرة الغاز والبترول الصخري مما قزم إنتاج أوبك التي لم تعد تلبي سوى حاجيات 30 بالمائة من السوق العالمية. وكان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، قد أكد في وقت سابق أن الجزائر بلغتها أنباء جد مشجعة وجد إيجابية بخصوص مسعاها المتعلق بالتشاور والحوار إزاء تطور سوق النفط، موضحا أن المبادرة لا تهدف إلى استحداث مقاربة للمنتجين مقابل المستهلكين وأضاف إن محادثات التي عقدتها الجزائر في هذا الشأن كانت بناءة ومفيدة. يذكر أن العديد من دول الخليج رفضت الحل المتعلق بتدخل الأوبيب من أجل تصحيح انعدام التوازن في سوق النفط العالمية، معتبرة أنه في نهاية المطاف ستستقر السوق عاجلا أم آجلا. وبينما يعتبر سقف الإنتاج أهم أداة في يد الأوبيب لضبط عرض النفط العالمي قررت العربية السعودية لأول مرة منذ نحو قرابة 20 سنة الاستمرار في اعتماد استراتيجية حصص السوق. وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي قد صرح بأن منظمة الأوبيب لا تعتزم تقليص إنتاجها حتى وإن تراجعت الأسعار إلى 20 دولارا للبرميل مجددا التأكيد على دفاعه عن حصة سوق بلده.