اعتبر عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، أن تمرير الدستور الجديد عبر البرلمان، هو شهادة من السلطة ذاتها على أنّ المراد هو تعديل جزئي بسيط. وقال جاب الله خلال اجتماع مجلس الشورى أمس، إن ما جاء على لسان سعيداني أن المعارضة لا تقوم بشيء سوى الالتقاء في الفنادق ومقاطعة مشاورات تعديل الدستور، ما هو إلا إنتاج فكر الثقافة الواحدة المسيطرة على عقليات وذهنيات النخب التي تربّت في مدرسة الفكر الواحد والحزب الواحد والرأي الواحد. وقال جاب الله إن المعارضة شاركت في مشاورات تعديل الدستور في مرات عديدة لكن في كل مرة يقول، تقف السلطة عند الخطأ نفسه الذي يتكرر معها وهو "الضحك على الشعب والمعارضة على حد سواء"، ليضيف أن المعارضة ومن خلال تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي قد وصلت إلى نتيجة جيدة وقد رسمنا خارطة طريق لتنصيب هيئة وطنية مستقلة تعنى بالانتخابات والاستفتاءات، تنظم انتخابات رئاسية مسبقة تحت إشراف هذه الآلية، والرئيس المقبل يسهر على وضع دستور توافقي تشارك في صياغته القوى السياسية المختلفة. وحول مسألة التعديل الدستوري، قال جاب الله إن تمرير الدستور عبر البرلمان، هو شهادة من السلطة على أن المراد هو تعديل جزئي بسيط، لأن المادة 176 يقول، تنص على أن التعديل العادي البسيط الذي يمر عبر البرلمان، هو التعديل الذي لا يمس المبادئ الناظمة للمجتمع وهو الباب الأول، وموضوع الحقوق والحريات وهو الباب الثاني، وأن لا يحدث خلل في توازن الصلاحيات وهو الباب الثالث، والمشكل في الدستور الجزائري يقول جاب الله، إن الخلل طال هذه الأبواب الثلاثة، قائلا إنه لا يوجد توازن في الصلاحيات بل فيه مركزية لها، مؤكدا في نفس السياق أن الجزائر بحاجة لتعديلات جوهرية عميقة وواسعة. وحول قرار تجميد رخص بيع الخمر بالجملة من قبل الوزير الأول، قال جاب الله "إن الأمر مغالط فيه لأن القرار جاء للتجميد ونحن نطالب بالإلغاء"، لأن الأمر حسب جاب يبقى قائما، خصوصا أن الوزير سلال قال أنّ المسألة تحتاج إلى تدخل وزارة الداخلية والقطاعات الأخرى لدراسة الوضع.