الاجتماع "الرسمي" حضره وزراء سابقون ونواب وقياديون في الحزب في خطوة مفاجئة قام الأمبن العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم عشية الجمعة بدعوة حوالي 80 عضوا من أعضاء اللجنة المركزية للأفلان إلى منزله العائلي الكائن بنادي الصنوبر في العاصمة. وكان الظاهر من هذه الدعوة هو إقامته مأدبة عشاء للأصدقاء السياسيين من أعضاء اللجنة المركزية دون سواهم بمناسبة عودته من مناسك العمرة، غير أن باطن الدعوة كان التحضير لخطة جديدة لإجبار الأمين العام الحالي عمار سعداني على عقد اجتماع اللجنة المركزية للحزب قبل الذهاب إلى المؤتمر العاشر وتدارس الطريقة التي تجبره على عرض شرعيته على الصندوق. وحضر الاجتماع غير الرسمي الذي عقده بلخادم ببيته حوالي 80 عضوا من أعضاء اللجنة المركزية ممن دعاهم رئيس الحكومة السابق لحضور مأدبة العشاء وذلك من مختلف جهات لوطن (الشرق والغرب والشمال والجنوب) وكان في مقدمة الحضور رئيس البرلمان السابق عبد العزيز زياري والعديد من الوزراء السابقين وفي مقدمتهم عمار تو وعبد الرحمان بلعياط وبوجمعة هيشور وعدد من النواب والسيناتورات، فيما غاب رشيد حراوبية بسبب ارتباط عائلي بمسقط رأسه بسوق أهراس (مرور أسبوع على وفاة شقيقته). وحسب مصدر مؤكد حضر مأدبة العشاء التي دعا إليها بلخادم في بيته العائلي فإن المناسبة تحولت إلى اجتماع غير رسمي لأعضاء اللجنة المركزية الذين حضروا، ولم يفترق الحضور إلا في حدود الساعة الثانية صباحا من يوم السبت. كما عرف الاجتماع غير الرسمي لأعضاء اللجنة المركزية الذي حمل غطاء مأدبة عشاء أخذ الكلمة من طرف العديد من المدعوين في مقدمتهم بلخادم نفسه الذي أصر في كلمته على ضرورة الرجوع إلى الصندوق في اجتماع اللجنة المركزية. مطالبا الحضور بالتحرك من أجل الإسراع في عقد هذا الإجتماع. كما أضاف في كلمته ضرورة عدم الذهاب إلى المؤتمر العاشر قبل إجراء انتخابات شفافة ونزيهة في اجتماع اللجنة المركزية، وإذا منح الصندوق الأغلبية لسعداني فليكن أمينا عاما، أما ما عدا ذلك فنحن لا نعترف بشرعيته. وهو الطرح الذي ذهب إليه غالبية الحضور ممن تحدثوا مثل زياري، عمار تو، بلعياط وهيشور. فيما عرفت مداخلات بعض أعضاء اللجنة المركزية لوم أعضاء آخرين على كونهم غير واضحين في موقفهم مطالبين إياهم بضرورة اتخاذ موقف واضح وصريح من شرعية سعداني. مطالبين إياهم بضرورة الجهر بموقفهم إعلاميا. ولايزال إلى حد الأن لم يتضح بعد ما إن كانت خرجة بلخادم محسوبة ولها دوافع وأهداف وبالاتفاق مع أطراف من صناع القرار بالبلاد أم هي خرجة عادية لرجل يؤمن بالعمل النضالي بعيدا عن الإملاءات الفوقية أو على الأقل يؤمن بقاعدة الضغط من أجل القرار. غير أن العارفين بخبايا الجبهة يجزمون بأن الإملاءات الفوقية هي المحدد الوحيد لمصير الجبهة، مستدلين على قوة هذا الطرح بعدم تحديد تاريخ المؤتمر العاشر للحزب ما دام الباب العالي لم يمنح الضوء بعد لسعداني.