التقت قيادات الأفالان، مساء أول أمس، بمقر الجهاز بالعاصمة، لبحث سبل إنعاش الحزب وإخراجه من حالة الموت السريري التي يعيشها منذ أشهر، والتعجيل باجتماع اللجنة المركزية، والمشاركة في الحراك السياسي القائم والذي تتصدره الرئاسيات. الاجتماع الذي ترأسه عبد الرحمن بلعياط، منسق الحزب، وحضره حوالي عشرين من أعضاء اللجنة كعضو المكتب السياسي وزير النقل عمار تو، وعبد الكريم عبادة منسق الحركة التقويمية الذي كان مرفوقا بمجموعته، والسعيد بوحجة ومصطفى معزوزي المرشحين لخلافة عبد العزيز بلخادم، وبوجمعة هيشور ومحمد بورزام وصليحة لرجان وآخرين. وقال بوجمعة هيشور، الذي حضر الاجتماع، ل''الخبر''، إن اتفاقا تم على الشروع في إجراءات عقد دورة اللجنة المركزية مباشرة بعد عودة الرئيس بوتفليقة من الخارج، وحق أعضاء اللجنة في الترشح لمنصب الأمين العام للحزب شرط توفر الأقدمية في النضال في الحزب، رغم اللاءات التي رفعها التقويميون ضد إعادة ترشح الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، ومشاركة عمار سعداني رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق. وقال هيشور إن هناك شبه إجماع على أحقية أعضاء اللجنة في المنافسة على منصب أمين عام الحزب، من الذين تتوفر فيهم الشروط القانونية المنصوص عليها في القانون الأساسي والداخلي للحزب. وتم تكليف فوج من المشاركين بمباشرة اتصالات أخرى لتحضير اجتماع اللجنة المركزية، فيما أعلن عبد الرحمن بلعياط، منسق الحزب، أنه سيستدعي اللجنة متى توفرت شروط الاجتماع، وأبلغ القياديين أن أبواب الحزب مفتوحة لكل الإطارات لعقد لقاءاتها. وأشار هيشور أنه لم يتم تناول سيناريو رحيل الرئيس بوتفليقة عن الحكم، لكن الرئاسيات كانت أحد محاور النقاش الذي دار بين المشاركين. ويلي الاجتماع، الذي تم بمقر الحزب، اجتماعا آخر تم يوم الخميس بالمدية. وأكد المشاركون في اجتماع المدية، الذي حضره بوجمعة هيشور والسعيد بوحجة ومصطفى معزوزي، على ضرورة التعجيل بإنهاء الفراغ القائم على مستوى قيادة الحزب، واعتبروا ''أن الفراغ الذي يعيشه الحزب منذ الدورة الأخيرة أصبح غير مبرر أمام التحديات التي تعيشها البلاد داخليا وإقليميا ودوليا''. وطالبوا أعضاء اللجنة ب''الكف عن التصريحات التي تفرق ولا تجمع، وعن التجريح صراحة أو تلميحا''، كما سجلوا ما وصفوه ب''محاولة إبعاد الحزب عن دوره القيادي في المحطات التي تعيشها البلاد''. وتشير كثافة اللقاءات العلنية والسرية التي تجمع الفاعلين في جبهة التحرير الوطني، إلى عدم قبول قطاع كبير من أطر الحزب استمرار الوضع القائم حاليا، بينما تشتد معركة قوية حول الرئاسيات ومناصب يمكن أن تستحدث في الدستور الجديد ومنها نائب الرئيس. ومن المنتظر عقد مزيد من اللقاءات في الفترة المقبلة، لكن الجميع تجنب الحديث عن تحديد تاريخ عقد دورة اللجنة المركزية، لأن القرار ليس بيد الحزب.