تعديل حكومي جديد ببصمات الرئيس ، أبقى على وزراء الملفات الثقيلة كالدفاع والعدل و الخارجية والتربية الوطنية، بينما يُرجّح أن رحيل وزير الداخلية الطيب بلعيز جاء بناء على رغبة الرئيس الذي عيه في مصب مستشار بالرئاسة كونه ملما بالكثير من ملفات الداخلية والقضاء والدستور بحكم المناصب التي تولاها ، فيما دخل الفريق الحكومي لعبد المالك سلال الخبير الاقتصادي عبد الرحمان بن خالفة وزيرا للمالية ، الذي سبق و أن ترأس جمعية البنوك والمؤسسات المالية ، ومعروف عن بن خالفة دفاعه عن ضرورة تنويع مصادر الجباية في الميزانية خارج الجباية البترولية بتفعيل الآداء الاقتصادي للمؤسسات الوطنية الخاصة والعمومية. أما المغادرون لحكومة عبد المالك سلال فهم بوابة لحديث آخر ، فقد أطاحت الحرب التي شنتها رئيسة حزب العمال لويزة حنون على عدد من الوزراء بوزيرة الثقافة نادية لعبيدي التي غادرت الفريق الحكومي ، ومن المرجح أيضا أن تكون لتلك الحرب تداعيات على قرار تنحيتها من منصبها و استخلافها بوجه ثقافي معروف في الساحة الوطنية والعربية يتعلق الأمر ب عز الدين ميهوبي المحسوب على الأرندي الذي سبق و أن شغل منصب المدير العام للإذاعة الوطنية، كما غادر الحكومة وزير الرياضة محمد تهمي الذي فشل في افتكاك تأشيرة احتضان الجزائر لكان 2017 ، و قد خلف ذلك موجة قوية من ردود الأفعال في الوسط الرياضي والشباني من جمهور وعشاق الكرة المستديرة. كما عرف التعديل الحكومي تبادل الحقائب وهي عملية معروفة في التعديلات الحكومية ، فقد تم تعيين وزير الفلاحة السابق عبد الوهاب نوري حقيبة الموارد المائية ، فيما تم تعيين عبد القادر قاضي على رأس وزارة الفلاحة ، ويبدو أن كوارث الطيران وتعقيدات قطاع النقل أتعبت عمار غول الذي أحيل على قطاع السياحة . و في حديث التعديل الحكومي احتفظ وزير التجارة عمارة بن يونس بمنصبه رغم العاصفة التي خلفها قرار الترخيص ببيع الخمور ، وهي القضية التي شغلت الرأي العام الوطني ، تماما مثلما احتفظ وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب بمنصبه رغم إطلاق النار الكثيف الذي تعرض له من قبل لويزة حنون التي قطفت رأس لعبيدي دون سواها. وعلى العموم يمكن أن نسجل بقاء الوزراء الولاة في حكومة سلال باستثناء نورية زرهوني التي غادرت وزارة السياحة ، وبقاء الوزراء قادة الأحزاب مثل بن يونس وغول ، أما بالنسبة لتعيين القيادي في الافلان ورئيس كتلته البرلمانية الطاهر خاوة في منصب وزير العلاقات مع البرلمان فإن وضع الكتلة بسبب الصراع الحاصل في الحزب و المرحلة التي يمر بها الأرندي بين فترة بن صالح والمجيء المرتقب لأحمد أويحيى تكون قد دفعت إلى تعيين شخصية تجيد ترتيب أوضاع نواب أحزاب الموالاة .