أدانت منظمة العفو الدولي "أمنيستي" المغرب ضمنا وبشكل مباشر، حيث استعرضت أمس الثلاثاء في الرباط تقريرها الممتد ما بين 2010 و2014، وقالت في تقرير ناري عن وضعية حقوق الإنسان، إن قوّات الأمن المغربية ما زالتْ تستعملُ ضروباً قاسية من التعذيب، من قبيل الضرب المبرح والأوضاع الجسدية المضنية والخنق والإيهام بالغرق والعُنْف النفسي والجنسي، وهو وصف لا يشبه إلا ما كانت تستعمله القوات الأمريكية ضد معتقلي "غوانتانامو" عقب أحداث الحادي عشر سبتمبر 2001. العفو الدولية بدت صريحة في تعاملها مع وضع حقوق الإنسان في المغرب عموما وفي الصحراء الغربية على وجه الخصوص، حيث أوضحت المنظمة في تقريرها أن "السلطات الأمنية المغربية تلجأ إلى هذه الممارسات" ، حسب تقرير أمنيستي، المعنون ب«في ظلّ الإفلات من العقاب: التعذيب في المغرب والصحراء الغربية" من أجل انتزاع اعترافات بالجرائم أو إسكات الناشطين وسحق الأصوات المعارضة، وهي الظاهرة التي تنامت بشكل خطير في الأراضي الصحراوية المحتلة واستهدفت الناشطين الصحراويين وكل الأصوات التي تندد بالممارسات غير الإنسانية التي تقوم بها قوات المخزن والأمن المغربي في الصحراء الغربية على وجه الخصوص، أين تسجل المنظمات الحقوقية ارتفاع نسبة التعذيب بحق الصحراويين الذين تستعمل معهم السلطات المغربية أقسى أنواع التعذيب. الرباط من جهتها، حاولت الدفاع عن نفسها والنأي بنفسها عن هذه الممارسات، كما حاولت التشكيك في مصداقية تقارير منظمة العفو الدولي وهي واحدة من أكبر المنظمات الدولية غير الحكومية المعروفة بثقلها السياسي في المحافل الدولية والأممية نظرا إلى مصداقية تقاريرها. بالمناسبة، فإن منظمة العفو الدولية انتقدت عدم وفاء المغرب بوعوده بإجراء إصلاحات دستورية ترقى بحقوق الإنسان وتحظر التعذيب الممارس في الكثير من مقرات الأمن خلال فترة الحبس الاحتياطي، حيث سجلت المنظمة شهادات موثقة للعشرات من المغاربة الذين تعرضوا للتعذيب من طرف السلطات المغربية الأمنية وفي أماكن الحجز السري التي لا يمكن للمحامين الاطلاع عليها أو على موكيلهم فيها. وأورد تقرير أمنيستي ذكر الكثير من طرق التعذيب الهمجي التي لازالت تستعملها الأجهزة المغربية من بينها التعليق في وضع مقلوب، أو ما يُعرف بوضعية "الدجاج المشوي"، حيث يُعلَّق الشخص إلى قضيب من ركبتيه ورُسْغيْه في وضع رابض، والصعق بالكهرباء، وتجريد الشخص من ملابسه تماما مع أشكال أخرى من الإيذاء والإذلال الجنسي، والتحريق بلفافات التبغ. كما أشارت إلى وجود حالات الاغتصاب خلال التعذيب باستخدام أدوات مثل القنينات الزجاجية أو الهراوات، في حين تبقى أكثر أساليب التعذيب شيوعا هي الضرب، والصفع على الرأس والأذنين لفترات طويلة، وإجبار الشخص على السجود لفترات طويلة، مع عصْب العينين في كثير من الأحيان، والتهديد بالعنف، بما في ذلك الاغتصاب باستخدام أدوات، وهي ممارسات تشبه ما كان يستعمل في السجون العراقية عموما وفي أبو غريب خصوصا، مما أثار حفيظة السلطات المغربية هذه الأيام.