فشلت وزارة التربية الوطنية المعززة بكومندوس من الحراس والإداريين وأعوان الأمن النظاميين، في احتواء ظاهرة تسريب أسئلة امتحانات البكالوريا عبر مواقع التواصل الاجتماعي باستعمال تقنية الجيل الثالث للهواتف الذكية، حيث سرعان ما يتم توزيع نسخ الامتحان دقائق معدودة بعد تسلم المترشحين للأسئلة. واعترفت أمس وزيرة التربية بالتقصير في مراقبة أجهزة الاتصالات التي يتعمد التلاميذ إدخالها لقاعات الامتحان، حيث لا تعرف العديد من مركز الإجراء "بث" نماذج الأسئلة مباشرة من القاعات باستعمال تقنية التكبير وإرسال "صرخات نجدة" لتلقي الإجابات الصحيحة من طرف متعاونين تخصصوا في توزيع "الأجوبة النموذجية" على نطاق واسع في تحدي صارخ للاجراءات "المشددة" التي تبجحت بها الوصاية قبل انطلاق مجريات دورة جوان 2015. ورغم التعليمات الكتابية المتتالية التي اجتهدت بن غبريط شخصيا في إطلاقها لمدراء قطاعها ومسؤولي الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، إلا أن المترشحين النظاميين منهم والأحرار قاموا بالاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة وتقنية الجيل الثالث، وأقدموا على نشر صور الأسئلة بطريقة فورية وسريعة من أجل الغش وطلب المساعدة، وهو ما وقفت عليه "البلاد" أمس من خلال متابعة مواقع وصفحات "فايسبوكية" متخصصة في عرض الأسئلة والأجوبة للمواد محل الامتحان. وفي هذا الإطار، تساءلت نقابات قطاع التربية عن خلفيات هذا "التساهل" مع أسلوب مبتكر للغش بعيدا عن الأساليب التقليدية المتعلقة بإدخال "قصاصات" تحتوي على نسخ مصغرة من الدروس. وطالبت النقابات بمحاسبة المسؤولين المتواطئين مع التلاميذ في إدخال هواتفهم الذكية إلى أقسام الامتحانات رغم أن الوصاية منعت إدخالها. وفي الوقت الذي تتهاطل الانتقادات حول تأخر وزارة التربية في وضع مشوشات على شبكة الهواتف النقالة، لمنع حالات غش مفترضة بفضل الوسائل التكنولوجية لعائلات تشجع أبناءها على ممارسة الغش في امتحاناتهم من خلال "تمكينهم من اقتناء هواتف ذكية". وتم استغلال تقنية الجيل الثالث للهواتف الذكية في الترويج لأسئلة رسمية وأخرى مزورة أربكت المترشحين لاجتياز هذا الاختبار المصيري في تاريخ أزيد من 800 ألف مترشح. وفي أولى ردود الفعل حول اتهامات الوزيرة، رفض الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ "تهرّب بن غبريط إلى الأمام" ودعاها إلى تحمل مسؤولياتها في "حفظ مصداقية شهادة البكالوريا" من خلال اتخاذ إجراءات صارمة تتجاوز "التصريحات البروتوكولية"، وترتقي لمحاسبة المتورطين الفعليين الذين لوثوا سمعة "امتحان مصيري يشهد العالم بمصداقيته".