سيبقى تاريخ الكرة الجزائرية محتفظا بسجله على أنه كان يملك ذات يوم لقب أفضل الحراس، ويتعلق الأمر بمحمد عبروق الذي يُعد من أحسن حراس المرمى الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية منذ الاستقلال، وهو من مواليد 8 مارس 1946 بالجزائر العاصمة، حيث بدأ كلاعب جناح أيمن في سنتي 1960 و1961 لكنه سرعان ما تحول إلى منصبه الأصلي كحارس مرمى في 1962 في صفوف شباب بلكور "شباب بلوزداد" التي لعب لها إلى غاية 1977، حيث اعتبره أنصار "العقيبة" الأفضل في تاريخ هذا النادي، بعدما اكتشفه الجمهور الرياضي سنة 1966 حينما خلف ناسو محمد في حراسة مرمى شباب بلكور. لهذا السبب سمي ب"العنكبوت الأسود"! من المعلوم أن شباب بلوزداد في فترة الستينات كان يمر بأحلى فتراته الذهبية، وهي المرحلة التي عاصر فيها عبروق الفريق الأسطوري لشباب بلكور الذي كان يضم نجوما آخرين على غرار لالماس وسالمي والآخرين، إذ كان حارس زمانه حينما ساهم في انتصارات الشباب الذي كان يهيمن على الكرة الجزائرية، حيث كان بارعا جدا في التصدي لضربات الجزاء، بفضل هدوءه وحسن ارتماءاته كما تمكن من حراسة الشباب باقتدار كبير فملك قلوب أنصاره. وتعود سبب تسمية الحارس الأسطوري لشباب بلوزداد باسم "العنكبوت الأسود" أو "الفهد الأسود" نسبة إلى لباسه الأسود وتيمنا بأكبر حراس المرمى العالميين في تلك الفترة الروسي ليف ياشين الذي كان عبروق من المعجبين به. أول لاعب كرة قدم يفوز بجائزة أحسن رياضي حظي محمد عبروق بأول لقب أحسن رياضي جزائري عام 1969 رغم أن هذا اللقب كان محتكرا من قبل فئة رياضيي ألعاب القوى، إلا أن عبروق دوّن اسمه في التاريخ بأنه أول لاعب كرة قدم يفوز بهذه الجائزة ولم يلتحق به سوى لخضر بلومي عام 1981 ثم رابح ماجر. وقد نال عبروق شرف خوض أول مواجهة جزائرية في نهائيات كأس إفريقيا يوم 11 جانفي 1968 بأديس أبابا، حيث كان أول استدعاء وصله للالتحاق بصفوف المنتخب الوطني الجزائري سنة 1967، حينما اختاره الروماني لوسان لوديك لمواجهة الفريق البولوني وظل حارسا لمرمى "الخضر" لسنوات عديدة استمرت إلى غاية 1973، حين أجرى آخر مقابلة دولية له بطرابلس ضد العراق في فترة المدرب الوطني سعيد عمارة، متقمصا بذلك الألوان الوطنية لأكثر من 40 مناسبة. "الخبزة" تقتضي من عبروق العمل كسائق طاكسي ومثلما هو الحال عند غالبية الرياضيين في الجزائر، فإن مشوارهم على مستوى ميادين الرياضة يكون دوما قصيرا، ناهيك عن أن الفترة التي كان ينشط فيها عبروق كانت تتميز بقلة أجور اللاعبين رغم التتويجات التي كانوا يحققونها بالمقارنة مع لاعبي الجيل الحالي، وهو ما جعل الحارس رقم واحد في شباب بلوزداد يقرر أن يختتم مشواره الرياضي الحافل في فريق مغمور وهو الاتحاد الرياضي للصحة سنة 1978، حيث لعب له موسمين ليتوقف عن ممارسة الرياضة وهو في سن الأربعين مقررا تعليق الحذاء نهائيا والتوجه نحو عمل آخر يجني منه بعض المال، حيث عمل كسائق طاكسي أجرة في العاصمة لتأمين لقمة عيشه بعيدا عن كرة القدم التي أعطى لها الكثير، حاملا في ذاكرته الكثير من الذكريات الجميلة مع فريق القلب شباب بلكور.