''كنا نلعب من أجل المتعة وليس من أجل الأموال'' يبقى محمد عبروق واحدا من أحسن الحراس الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية في بداية الستينيات، ولعب لشباب بلوزداد قبل أن ينهي مشواره في اتحاد الصحة وعمره يقارب ال14 سنة. يعود ابن حي بلكور للحديث، بمناسبة التقاء ''الخبر'' به، عن أيام الكرة الجميلة، ويستذكر كيف كان فريقه يسيطر، بالطول والعرض، على الكرة الجزائرية. وتخرّج محمد عبروق من مدرسة شباب بلوزداد، حيث لعب لموسمين في صنف الأشبال، قبل أن تتم ترقيته للفريق الأول وعمره لم يتجاوز ال18 سنة، حيث مازال يتذكر أن أول مباراة له كانت ضد مولودية باتنة، وفازت هذه الأخيرة وقتها بالمباراة. ولعب عبروق 18 مباراة وتمكن من منافسة الحارس العملاق، آنذاك، ناسو، وكان أول تتويج له بالبطولة. مواجهتنا مع اتحاد الجزائر لا تُنسى ويبقى متذكرا عبروق للمباريات الكبيرة التي كان فريقه يبدع فيها، وخاصة المواجهة المحلية التي جمعته باتحاد الجزائر، حيث تمت إعادة المباراة في ''سانتوجان، ملعب حمادي حاليا، حيث انتهت الأولى بالتعادل، ''وتمكنا، في لقاء العودة، من سحق الاتحاد بخماسية مقابل ثلاثة أهداف، رغم الأسماء الثقيلة التي كان يملكها الاتحاد، في صورة شلابي، مزياني وبرناوي، إلا أننا لقناهم درسا في كرة القدم''. مع الوفاق كنا منهزمين بثلاثية وعدنا من بعيد ويتذكر عبروق، الذي كان يوصف ب''القط الأسود'' بالنظر إلى إمكانياته وأناقته أمام المرمى، المباراة أمام وفاق سطيف بملعب قصاب القديم الذي كان ممتلئا عن آخره، ''كان الوفاق متفوقا علينا بثلاثية مقابل صفر، وما بين الشوطين تدخلت وقلت لرفقائي يجب علينا أن نعود في النتيجة ونفوز حتى نستلم المنحة التي كانت تقدر وقتها ب50 دينارا، وقد تمكنا من تعديل النتيجة، وكدنا نفوز بالمباراة لولا رأسية لالماس التي ارتطمت بالعمود الأيمن، وسط إعجاب أنصار الوفاق الذين تمتعوا بالمباراة''. تعلّمت كثيرا من ناسو وبوبكر كان قدوتي واعترف عبروق أنه تعلم كثيرا من الحارس العملاق ناسو، الذي كان في المنتخب الوطني، حيث قال ''تمكنت من خلافته، ليس فقط في الشباب، وإنما، أيضا، في المنتخب الوطني حيث يبقى حارسا كبيرا. كما كنت معجبا بحارس منتخب جبهة التحرير الوطني، بوبكر، الذي يبقى حارسا من طينة الكبار''. قوة الشباب كانت في المجموعة والجزائر كلها كانت تناصرنا وفسر حارس الشباب في الستينيات والسبعينيات قوة فريقه، الذي سيطر وقتها بالطول والعرض على البطولة، بروح المجموعة، ''حيث كنا نملك أسماء كبيرة، حتى أن عدد اللاعبين الذين تقمصوا ألوان الفريق الوطني وصل، في بعض المباريات، إلى عشرة لاعبين، وهو ما يؤكد الشعبية التي كنا نملكها في الملاعب الجزائرية''. ليس من السهل نيل ثلاثة ألقاب من دون مدرب وب13 لاعبا فقط يقول عبروق ''الدليل على ذلك هو أننا، في عام 1969، حصلنا على لقب البطولة والكأس وكأس المغرب العربي من دون مدرب، وكان حسان لالماس هو القائد في الميدان، وشاركنا ب13 لاعبا فقط، وساهموا في هذا الإنجاز وهو دليل على الفرديات التي كنا نملكها حينها، زيادة على أن الجميع كان يتمنى أن يكون في تشكيلة الشباب، بالنظر إلى الفرجة والمتعة اللتين كانتا موجودتين على أرضية ميدان 20 أوت''. ضيّعنا فرصة المشاركة في مونديال 1970 اعتبر الحارس السابق ل''السياربي'' أنّ مشواره مع المنتخب الوطني كان ناجحا، رغم المنافسة الشديدة مع وجود حراس ممتازين، على غرار أوشان، طاهير، كريمو رحمه الله، لكن عبروق يرى أنه قدم ما عليه، وبالمقابل يرى أن المنتخب الجزائري كان يملك فرصة الذهاب إلى مونديال مكسيكو سنة 1970، ''لولا المقابلة الفاصلة الأخيرة التي ابتسمت للأشقاء المغاربة، حيث إن الهدف الذي وقعه باموس في الذهاب كان كافيا للمغاربة للمشاركة في المونديال، فيما كنا نملك تشكيلة قوية على مستوى الخطوط الثلاث''. الجانب المادي طغى على اللعب الجميل ويرى الحارس الأسبق للمنتخب الوطني أن اللاعب الحالي ''يملك كل شيء، إلى جانب أجرة تفوق 100 مليون ووسائل الاسترجاع واللعب فوق أرضيات جميلة وإجراء تربصات في الخارج، إلا أنه فوق الميدان لا يقدم ما كنا نقدمه، وكنا نلعب من أجل ألوان الفريق، رغم أننا نتدرب بين منتصف النهار إلى الثانية زوالا ونستفيد فقط من وجبة ''ساندويش'' ونتدرب ثلاث مرات لكن فوق الميدان، وكان المناصر عندما يخرج من الملعب يبقى يتحدث عن اللقاء لمدة أسبوع، خاصة عندما يتعلق الأمر بمباراة محلية أو كلاسيكو مع فرق مثل الوفاق أو مولودية وهران وأيضا ترجي فالمة''. اعتزلت في سن الأربعين وكنت قادرا على اللعب الكل يعلم أن عبروق في نهاية مشواره الكروي اختار اللعب في اتحاد الصحة، الذي لعب له كل من باشي وبتروني وأسماء أخرى في نهاية السبعينيات إلى غاية منتصف الثمانينيات، قبل أن يختفي هذا الفريق، ولعب له لثلاث سنوات. وأكد الحارس أنه كان قادرا على اللعب إلى غاية الخمسين من عمره، بحكم مواظبته على التدريبات، كما إن عبروق كان متخصصا في صدّ ضربات الجزاء.